هل يعلم مسؤولو الشأن المحلي بسيدي قاسم، عمالة ومجلسا بلديا، أن سكان حي الكوش يعانون أوضاعا مزرية؟ ويحملونهم مسؤولية الصمت واللامبالاة والتجاهل، وهل يعلم المسؤولون الذين يمرون يوميا بجانب الحي على سياراتهم الفاخرة، أن حي الكوش الذي يتجاوز عدد سكانه 10 آلاف نسمة، يعاني مع الوادي الحار، فكل الأزقة محفرة تجري وسطها مياه الوادي الحار المتعفنة، وتهدد الحفر حياة المواطنين. وهل يعلم المسؤولون أن الحي يفتقد للكهرباء ويفتقد إلى الصيانة؟ وهل يعلمون أن بالحي العديد من النقط السوداء حيث تتراكم الأزبال، قمما وجبالا مهددة سكان وأطفال الحي بالعديد من الامراض؟ المسؤولية اليوم يتقاسمها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي فرض ضرائب على الوادي الحار، وهو الذي لم يقم لا بإنشاء شبكة الوادي الحار ولا بإصلاحها، فالمواطنون هم من ساهموا في تجهيز هذه الشبكة عندما كان حيا صفيحيا، فكيف يعقل، يتسائل مواطنو حي الكوش أن يفرض زيادات ضمن فاتورة الماء دون أن يقوم بأي عمل يذكر؟ المسؤولية يتحملها المجلس البلدي أيضا، والذي صوت عليه مواطنو حي الكوش ووعدهم بتغيير حياتهم من الأسوأ إلى الأحسن، ووعدهم بتوفير كل وسائل وظروف العيش الكريم، ويتهمونه بالتواطؤ وتوقيع اتفاقية تفويت الوادي الحار للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. فالحي اليوم، يقول سكانه لنا عند زيارتنا للحي، يفتقد لكل المرافق الحيوية الاجتماعية والرياضية، تنتشر به كل مظاهر البؤس والبطالة والانحراف، طرقاته مدمرة ومصابيح الكهرباء مطفاة، والأزبال في كل مكان، وأينما مر مواطن إلا ولمس تدمرا وسخطا من سكانه، وانتقادهم للمسؤولين، بل عندما تجولنا بالحي وجدنا نساء يناولن حاجياتهن واأغراضهن قرب مجاري الوادي الحار! الذي يمر محاذيا لمنازلهن، ووجدنا محلات تجارية لبيع السمك والخضر محادية لمجاري الوادي الحارايضا! ووجدنا فرنا تقليديا غارقا في بركة ماء. وللتذكير خرجت في الأونة الأخيرة العديد من الإحتجاجات و المسيرات من حي الكوش، والتي قصدت عمالة الإقليم والوكالة التجارية للماء الصالح للشرب، ردد فيها المواطنون شعارات ضد الزيادات في فاتورة الماء، وفرض ضرائب على الوادي الحار، وهي الإحتجاجات التي تم منع بعضها ووصول بعضها، وهي إحتجاجات كانت في العمق ضد التهميش وضد أوضاع حي الكوش والأحياء المجاورة: الزواية ودوار ميلود. ففي نظرنا إن التنمية الحقيقية هي تنمية وتطوير أوضاع السكان، وأن التنمية الحقيقية هي خلق فرص حقيقية للحياة والاستقرار والإعتراف بسكان حي الكوش بشرا ومواطنين متساوين في الحقوق والواجبات مع غيرهم من المواطنين. ففي ظل هذه الأوضاع، هل سيعمل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على إصلاح شبكة الوادي الحار؟ وهل سيعطي المجلس البلدي حي الكوش حقه من الإهتمام والعناية؟ ويعيد النور إلى الشوارع ويرفع الأزبال والنفايات عن سكانه؟ وأخيرا هل سيقوم عامل الإقليم بفتح بابه للاستماع لمعاناة وشكايات مواطني حي الكوش بسيدي قاسم؟