استغربت كثيرا عندما أبلغت بأن السيد الكاتب العام لولاية فاس استدعى محمد بوهلال مراسل الجريدة وأبلغه أن السيد الوالي غاضب من الخط التحريري لمادة صحفية موقعة باسمه قمنا بنشرها في الجريدة ، تلخص مادار في لقاء خاص بفعاليات فنية وأدبية وعبروا خلاله عن غضبتهم على السيد الوالي جراء التهميش الذي يلاقونه من طرفه. الوالي لم يستسغ طريقة صياغة عنوان المادة الصحفية حسب ما استنتج من كلام الكاتب العام في حديثه مع مراسلنا بفاس، وربما كلف هذا الأخير بتبليغ احتجاجه بلغة مبطنة. نقول بدورنا للسيد والي فاس والسيد الكاتب العام ولكل من يهمهم الأمر، إن مراسلينا ليسوا ملحقين بإداراتكم، وخط تحرير الجريدة لاتتحكم فيه الكتابات العامة بالولايات والعمالات ولادواوين السادة الولاة والعمال. . . خطنا التحريري تتحكم فيه مهنية نابعة من قناعاتنا التي راكمناها لسنوات مضت. مراسلونا ليسوا أبواقا للسلطة العمومية ولا للأكادميات والنيابات التعليمية والوزارات والمندوبيات. . . إنهم مناضلون ومهنيون ينضبطون للخط التحريري للجريدة مركزيا ولتوجيهات المشرفين عليهم، ولايمكن بأي حال من الأحوال السماح لأي كان أن يدخل على الخط لسبب أو لآخر. لايمكن أن نقبل أن تكون المواد الصحفية والتغطيات الإعلامية تحت الطلب، تحابي هذا المسؤول أو تصفي حسابات ضيقة مع آخر. التغطيات الصحفية تتوخى المهنية والمصداقية فقط. أتذكر جيدا قبل سنوات وبالضبط سنة 1999 كيف أن مسؤولا كبيرا وقتها في مدينة الدارالبيضاء استدعاني عقب نشر تحقيق عن مشروع أنجز في الولاية، لم يعجبه عنوان التحقيق الذي اخترته له (الضيعة المستنقع) ولا مضمونه الذي كان يتناول التجاوزات المالية التي عرفتها مراحل إنجازه، فبادرني بأنه يعرف فلانا وفلانا وبأنني سأتعرض للعقاب وبأنه سيتابعني وسيزج بي في السجن! أجبته بكل بساطة > لاأحد يعرف من سيدخل السجن أنا أم أنت! وبالفعل مرت سنوات فوجد نفسه خلف القضبان بتهمة تتعلق بنفس المشروع. أتعجب لجرأة هؤلاء وكيف يسمحون لأنفسهم بأن يحاولوا توجيه أقلامنا لطمس الحقائق، كيف يسمحون لأنفسهم بأن يتجرؤوا ويعلنوا امتعاضهم بشكل مباشر من مقال ينتقد ويحلل بكل مهنية وكأنهم أصحاب فضل علينا! لكل هؤلاء نقول لهم بصوت عال: لسنا أقلاما للإيجار، كما أن مراسلينا ليسوا تحت طلب السيد الوالي أو العامل أو مدير الأكاديمية أو السيد النائب، أو أية إدارة كانت. . . نشيد وننتقد في آن واحد بموضوعية وبمهنية بعيدا عن أية مزايدات أو محاباة. نمارس صحافة حقيقية وبموضوعية وليست صحافة الارتزاق، نلتزم بخط تحريري واضح لالبس فيه ولمن لم يرقه الوضع فذلك شأنه الخاص، نرفض تلقي الأوامر من أي أحد كان وكيفما كان . فعذرا السيد والي فاس، لقد أخطأ السيد الكاتب العام باستدعائه لمراسلنا وتنبيهه أو تأنيبه، وإن قال بأن العتاب أخوي، عذرا السيد الوالي، الآن فقط يمكن معرفة سبب فشل التدبير المحلي لولايتكم، الآن يمكننا معرفة أسباب تنامي الظواهر الاجتماعية السلبية في العاصمة العلمية للمملكة، لأن اهتمام إدارتكم ينحصر في تلميع الواجهة، وملاحقة واستفسار ومتابعة كل من يصدح بالحق عاليا. مرة أخرى نقول لكم عذرا السيد الوالي ، فمراسلونا ليسوا ملحقين صحفيين بولايتكم ...