كثير من اللغط واكب استعداد الأسود لمواجهة الغابون، زوال اليوم، بملعب عمر بانغو بالعاصمة لبروفيل. وأقدر شخصياً مدى الصبر واليقظة اللذين تحلى بهما الزميل حسن مومن الذي تماسكت كل مكوناته الفكرية والجسدية لتدبير هذا الزمن الصعب في حياة النخبة الوطنية التي توالت عليها النكسات في التأهيل المزدوج لكأسي العالم وافريقيا، إذ تعثرت داخل وخارج التراب الوطني مما جعلها تحتل الرتبة الرابعة والأخيرة بمجموع 3 نقط فقط تجمعت لها من أربع دورات. الصورة اليوم تتحدد كالتالي: الكامرون تحتل المرتبة الأولى ب 7 نقط وبعدها خصمنا اليوم الغابون ب 6 نقط ثم الطوغو ب 5 نقط ونحن في المصباح الأحمر، أي المؤخرة ب 3 نقط. الرهان كبير وصعب جداً وهو مغامرة من العيار الثقيل في مسار وتاريخ كرة القدم الوطنية: رهان انتزاع الفوز من قلب ملعب عمر بانغو بالعاصمة لبروفيل! وضخامة هذا الرهان وللحقيقة مؤرقة جدا يلزم أولا لمواجهتها وثانيا للخروج منها بالنتيجة المرجوة أي الفوز... يلزم كثير من التركيز المعنوي والتقنو تكتيكي في إطار السلامة البدنية والنفسية، ومن ثم، لا مجال للمجاملات وتضميد الأعطاب والمغامرة بالمصابين بها. ومن ثم فهي معركة مصيرية ليس لثلة من اللاعبين فحسب، بل لشعب ووطن بكاملهما. ومن هنا أقدر نسبة الضغط المسلط على الطاقم التقني والطبي وجميع أفراد البعثة أعانها الله. إن مغربنا محتاج جداً وفي هذه الظروف بالذات الى التواجد بنهائيات كأس افريقيا للأمم (على الأكثر)، إذا ما افترضنا أن الحضور في نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا قد بات حلما وفي خبر كان. آلان جيريس مدرب النخبة الغابونية شحذ أسلحته، إذ غير بمعدل 40% مجموعته التي مارس بها النزال في الدورة الرابعة، وتسلح بعناصر قوية في مختلف صفوف الفريق استجلبها من أوربا، بعد معافاتها من إصابات سابقة. فكيف سيواجه مومن إذن هذا الصراع؟ وبواسطة من؟ للجواب على هذا السؤال، علينا أن نرجع الى المباراة السابقة ونقرأ مكوناتها البشرية والتكتيكية، وهو ما رصدناه في حينه عندما حللنا لقاء الذهاب، حيث وقفنا على غياب اللغة المشتركة بين مكونات الفريق وعدم تأقلم بعض العناصر مع المهام الموكولة إليها في الوسط والهجوم على الخصوص، انطلاقاً من تصورات سابقة وليس لقناعات ميدانية آنية، ونظراً لهاته الوضعية التي أتمنى أن تكون محط دراسة معمقة لدى أعضاء الطاقم التقني ومغسولة من أي تعاطف أو »تجريب«، لأن الطاحونة الغابونية سوف »تجعر« في ميدانها وأمام جماهيرها... بدون رحمة. ... نعم هناك رهان الهجوم الذي عليه أن يكون مُعَضَّلا أي مفتول العضلات، قادراً على التدافع والاختراق بالكرة أو بدونها في حالة الهجوم، وقادراً على الرجوع القهقري بسرعة في حالة ضياع الكرة لمساندة الوسط. وهناك أيضاً رهان الوسط الذي لم يعد مقبولا منه أن يستلم ويسلم فقط في مدار مكاني ضيق وخارج مناطق الخطورة، وهو ما يؤكد إن تحقق الهروب من المسؤولية. هكذا إذن تتحدد معالم الرهانات القطاعية على رقعة الملعب مع عدم إقحام اللاعبين في تخصصات ليسوا مؤهلين جسمانياً وعقلياً لممارستها خارج إرادتهم. وأسوق، على سبيل المثال لا الحصر، الدور الذي يمكن أن يلعبه بوصدفة كرجل وسط، كما شاهدنا في مباراته في البطولة الهولندية، شاهدناه وهو يتمتع بمواصفات الموزع والمنشط والرابط بين الوسط والهجوم، والذي يبني خطورته، وبالتالي خطورة الفريق كله عن بعد، شريطة أن يكون أمامه رجال يتحلون بالسرعة القصوى لاحتلال الأماكن الفارغة في خصيرتي الخصم. لا يمكن أن نزيد أكثر من التوصيف الميداني، آملين أن يستعمل حسن مومن في هذه المعركة/ الرهان قانون الرجل المناسب في المكان المناسب للزمن المناسب. وبالله التوفيق. لائحة المنتخب المغربي 1 - كريم فكروش . 2 - نادر لمياغري 3 - خالد العسكري 4 - جمال العليوي 5 - مبارك بوصوفة 6 - مروان الشماخ 7 - كريم الأحمدي العروسي 8 - باها نبيل 9 ميكاييل بصير 10 - منير الحمداوي 11 - هشام أبوشروان 12 - المهدي أمين بنعطية 13 - أمين الرباطي 14 - يوسف حجي 15 - عصام الراقي 16 - الحسين خرجة 17 - هشام المحدوفي 18 - شكيب بنزوكان 19 - محمد أولحاج 20 -يوسف السفري ( 21 - عادل تاعرابت 22 - جواد الزايري 23 - مروان زمامة 24 - عادل هرماش . لائحة منتخب الغابون ديدي أوفونو - ويليام لوسويكي - كلود بوريس نغيما - إيروين نغيما - جورج أمبوروي - مويس برو أبانغا - أرسين دو ماركولينو - برونو إيكويلي مانغا - رودريغي موندونغا - إرنيست أكواساغا - مورو مفي أيمار - بول كيساني - برونو مبانانغوي زيتا - سيدريك موبامبا - أرسين كوبا - ألان دجيسيكاديي - تيري إيسييمو - ستيفان نغيما - دانييل كوزان - إيريك مولونغي - روغي ميي - فابريس دوماركولينو - بيير أوبامايينغ - ويلي أوبامايينغ.