لاحديث لساكنة جمعة سحيم والمناطق المجاورة هده الأيام إلا عن مخلفات وملابسات الحادثة المؤلمة والتي وقعت يوم فاتح أكتوبر الجاري عند المدخل الشمالي للمدينة ليلا والتي نجمت عن اصطدام قوي ومروع بين حافلة لنقل الركاب وشاحنة كبيرة لنقل الرمال حيث أدت إلى تفحم 9 أشخاص في عين المكان نتيجة اشتعال النيران في الناقلتين معا ولسنا هنا لتحميل المسؤولية لأي جهة من الطرفين رغم أن كل المؤشرات التي عايناها في عين المكان وكدا شهادات بعض الناجين تشير إلى أن المتسبب الرئيسي في الفاجعة السالفة الذكر هو سائق الحافلة والدي اعترض سبيل الشاحنة فكانت الكارثة قضاء وقدرا رغم كل شيء. لكن الملفت للنظر لحظة وقوع الحادثة والدي ألم الجميع هو غياب وسائل الإغاثة بجمعة سحيم : فرغم أن الحادثة وقعت عند مدخل المدينة الشمالي مباشرة بعد علامة "40" وفي مكان لايبعد عن مكان تواجد شاحنة الإطفاء سوي بحوالي 1 كلم على أبعد تقدير فان الشاحنة المذكورة لم تتحرك في الوقت المناسب وقد وصلت كالسلحفاة في نفس الوقت مع شاحنات الإطفاء التي قدمت من آسفي "40كلم" فحتى بعدما وصلت لم يكن المحرك الصغير الذي يدفع الماء بقوة ليستمر في الاشتغال نظرا لعدم توفره على البنزين بدوره فظل الاطفائي الحاضر مشلول اليدين يصيح "جيبوا ليصانص..جيبوا ليصانص.." لعدم توفره على الوسائل رغم أنه أبلى البلاء الحسن لحظة الانقاد لكن بيديه فقط . فكل الدين عاينوا اللحظات الأولى للحادثة أجمعوا على أنه لو حظرت شاحنة الإطفاء ? وهي القريبة ? في الوقت المناسب وكانت مجهزة لتم انقاد أرواح ظلت تصرخ "عتقونا ... عتقونا .." . أما سيارة الإسعاف التابعة للمجلس البلدي فلم تحظر هي الأخرى إلا بعد أن وصلت سيارات الإسعاف بسرعة من : ثلاثاء بوكدرة و آسفي واليوسفية وغيرها من المناطق المجاورة .والسبب هو أنها ظلت جاثمة في المرأب البلدي لغياب البنزين ولبعد السائق عنها بحوالي 3كلم بعدما قرر رئيس المجلس البلدي الجديد دلك . وصبيحة الحادثة وأتناء تفقد رجال الدرك لمخلفات الحادث والأمتعة صحبة بعض المواطنين وجدوا رجلا محروقة بقيت بعين المكان لم يتم سحبها من وسط الحطام لأن الوقت كان ليلا .لكن الغريب في الأمر مرة أخرى هو غياب نفس السيارة مرة أخرى بدعوى "ثاني" غياب البنزين حيث بقيت الرجل طيلة النهار محروسة من طرف رجال الدرك بجمعة سحيم ولم يتم نقلها إلى مستودع الأموات بآسفي إلا بعد تدخل أحد نواب رئيس المجلس البلدي والدي زود السيارة المعلومة بالبنزين من ماله الخاص في حدود الساعة السادسة مساء . أمام هده الوقائع التي رافقت الحادثة المؤلمة يتبين بوضوح أن وسائل الانقاد بجمعة سحيم قدأخلفت الموعد ولم تساهم بشكل أو بأخر في التخفيف من هول الفاجعة كما كان يجب في مثل هده المواقف وهو مايتطلب من الجهات المختصة فتح تحقيق في ما حدت وتحديد المسؤوليات ليس للعقاب كما يتوهم البعض ولكن لكي لا يتكرر دلك مستقبلا وتكون أرواح الناس فوق كل اعتبار . للإشارة ففي اليوم الموالي للحادثة سحبت مصالح الوقاية المدنية الشاحنة المعلومة إلى القيادة الجهوية بآسفي حيث تم إصلاح أعطابها "بعد ما فات الفوت" كما تم تعزيز مركز جمعة سحيم بعناصر جديدة تحترم المعنى الحقيقي لانقاد أرواح المواطنين بما في دلك التأهب المستمر والسيرة والسلوك الحسن . وبعد؟؟ فالموقف أصبح يتطلب بناء مركز حقيقي بجمعة سحيم للوقاية المدنية وتجهيزه بما يتطلب من وسائل خصوصا ومدينة جمعة سحيم تعتبر نقطة وصل ومكان عبور لمختلف المناطق بعبدة وغيرها ..