شهد المدخل الشمالي لمدينة جمعة سحيم (قرب علامة التشوير 40) ، في الساعة الواحدة والنصف من يوم أمس فاتح أكتوبر 2009، حادثة سير مروعة وخطيرة لم يسبق لها نظير بالمنطقة على الإطلاق، وذلك على اثر اصطدام قوي بين حافلة لنقل المسافرين كانت قادمة من مدينة الصويرة في اتجاه الرباط، وشاحنة لحمل الرمال كانت قادمة من الاتجاه المعاكس. الاصطدام كان مباشرا وأدى لاشتعال النيران في مقدمة الشاحنة والحافلة التي احترقت عن آخرها. الحادثة خلفت 9 قتلى في عين المكان تفحمت جثثهم، من بينهم سائق الحافلة ومساعد سائق الشاحنة و8 أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة و42 راكبا كانت إصابتهم خفيفة. وقد نقل الأموات إلى مستودع الأموات بآسفي والمصابون نقلوا بدورهم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس. هذا وقد هرعت إلى عين المكان مختلف أسلاك السلطات المحلية والإقليمية وسيارات الإسعاف من مدينة اليوسفية وآسفي وكذلك سيارات الإطفاء، بينما سيارات الإسعاف والإطفاء بجمعة سحيم لم تكن تتوفر حتى على المحروقات للتحرك بالسرعة اللازمة لهذا الموقف المحزن . هذا وقد حاول المواطنون من سكان الأحياء المجاورة ببسالة وشجاعة، إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مواجهة النيران التي كانت تلتهب في هيكل الحافلة، حيت ظل بعض الركاب محاصرين يطلبون النجدة . وقد ألم الحاضرين صوت تلك الطفلة التي ظلت تصرخ من داخل الحافلة « عتقوني .. عتقوني .. « إلى أن فارقت الحياة، لكن المواطنين المغلوبين على أمرهم لم يستطيعوا فعل أي شيء في غياب سيارة الإطفاء بجمعة سحيم والتي لم تصل إلا بشكل متأخر . لقد كان المنظر مؤلما جدا، حيث شوهدت بعض نساء الأحياء المجاورة تبكين وكذلك بعض المواطنين الذين لم يتمالكوا أنفسهم من هول الفاجعة والتي لم يشهد لها مثيل ربما بالمغرب.