«وادوش لا أداء لا أخلاق»، «مراد قلوبنا معك»،«الحاج العربي كورا وشركاؤهم وراء أنفلونزا العسكر». هذه لافتات رفعها مشجعون عسكريون، وهي تعبر بأن البيت العسكري في حاجة إلى الكثير من الانضباط، وأنه لايعرف فقط أزمة نتائج، ولكن يعرف كذلك أزمة تتحكم فيها وتديرها آليات خفية وتنفذ بواسطة جمعيات المحبين. الخطير أن قشور الموز التي ترمى هنا وهناك لم تسقط المستهدفين فقط، ولكنها أسقطت معها فريقا بكامله بأمجاده وتاريخه. الخطير أن البيت العسكري من الفولاذ ويصعب الوصول إلى ما بداخله لتنوير الرأي الوطني، لأن الكل فضل الصمت والابتعاد عن الصحافة، وكان أول المبتعدين المدرب ماوس، وبسلوكه يكون قد أعاد إلى أذهان الصحافة سلوك روجي لومير . أكيد أن سقوط الجيش الملكي ستكون مدوية مثلما كانت سقطته أمام فارس دكالة الذي أكد أن نتائجه خلال الدورات السابقة، لم تكن نتيجة الصدفة، ولكنها نتيجة تكامل تام بين لاعبيه، وانضباط كبير لتعليمات المدرب الهادئ السلامي، الذي أعطى درسا قاسيا للمدرب ماوس من حيث إدارة المباراة من أولها الى آخرها، بذكاء حاد، وعرف، كذلك، كيف يوظف تركيبته البشرية بشكل جيد، حيث كانت التغييرات تأتي في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب. لاعبو فارس دكالة لعبوا بطريقة واقعية حيث اللمسة الوحيدة، والتمريرات العميقة والبناء الهجومي الجيد من طرف العميد رضا الرياحي، والاندفاع القوي للبزغودي، أما بابا انداي فكان رأس حربة مموه، تارة يلعب بدون كرة، وتارة يكون سقاء من العيار الثقيل، كما أنه عرف كيف يتحول إلى كابوس بالنسبة للفريق العسكري عندما تسلم كرة عرضية من الدمياني في الدقيقة السبعين، ليحولها إلى ضربة رأسية، فجرت غضب الجماهير العسكرية التي لم تجد من وسيلة للاحتجاج سوى محاولة مغادرة المدرجات، وهذا سلوك نشهده لأول مرة وتسجله مدرجات مركب الأمير مولاي عبد الله. فارس دكالة استأسد في كل شيئ (في الدفاع والنزالات الفردية، وفي الانسجام بين كل خطوطه). مقابل هذا كانت عناصر الفريق العسكري مشتتة الذهن والأفكار، وكان ماوس عديم الحلول، حتى خلال الشوط الثاني الذي يكون شوط المدرب الذي يجب عليه أن يكون قادرا على قراءة أفكار وطريقة لعب الخصم، ومن ثم إيجاد الحلول التاكتيكية لتجاوز الهفوات.. لاعبو الفريق العسكري كانوا وكأن كل واحد منهم يلعب لحسابه، وهذا يؤكد أن الفريق العسكري ليس لحمة واحدة. غياب اللعب الجماعي والبناء الهجومي جعل الفريق العسكري يعدم الحلول ويسقط في العشوائية التي ضيعت عليه فرصتين لتفادي السقوط، لكن السقوط كان هو النهاية عندما أسدل الحكم الرويسي ستار المباراة التي أدارها باقتدار كبير كعادته، الرويسي كان صائبا في قراراته، وكان في مستوى مباراة فيها الكثير من الحساسية.