وسط أجواء أمنية مشددة، توجه الناخبون الألمان أمس للأدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، بعد سيل من التهديدات التي جاءت على لسان أبو طلحة المغربي، وحركة طالبان وزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وذلك بشن هجمات دموية انتقاما من مشاركتها في الحرب على أفغانستان، ومطالبتها، على غرار باقي الدول الأوروبية، بضرورة سحب قواتها من هذا البلد . وحسب مصادر صحافية بعين المكان، فقد شهدت جل المدن الألمانية، تعزيزات أمنية، كبيرة خصوصا في محيط المؤسسات العمومية والأماكن الحساسة ومراكز الإقتراع، وهو ما يؤكد أن برلين تأخذ على مأخذ الجد هذه التهديدات. وكان المغربي حراش البكاي، أبو طلحة، هدد عبر ثلاثة أشرطة مصورة بشن هجمات على ألمانيا إذا اختار الناخبون هناك، حكومة تؤيد بقاء قواتها في أفغانستان، وقال إن الألمان سيشهدون «صباحا مؤلما» غداة الانتخابات في حال فازت انغيلا ميركل، المستشارة الالمانية المنتهية ولايتها. حركة طالبان الأفغانية، وجهت بدورها تهديداً مماثلا، حيث بثت شريط فيديو يظهر مقاتلاً من الحركة يتكلم الألمانية يسمى «أيوب» وهو يقول «إن وجود القوات الألمانية في أفغانستان سيمنحنا نحن المجاهدين إغراء بالهجوم على ألمانيا»، وجاء في خلفية الشريط صورا لمواقع ألمانية شهيرة وعدد من المسؤولين، مما يفيد أن التهديد موجه إلى هذه المواقع والشخصيات . غير أن أقوى تهديد، جاء على لسان زعيم القاعدة نفسه، أسامة بن لادن، الذي هدد جميع الدول الأوروبية التي لديها قوات تقاتل طالبان في أفغانستان، بشن هجمات على غرار هجمات مدريدولندن. ففي رسالة صوتية بثت الجمعة، طالب بن لادن الدول الاوروبية بسحب قواتها من أفغانستان، وقال في رسالته التي وجهها إلى «الشعوب الاوروبية» لن يمضي طويل وقت حتى ينجلي غبار الحرب في افغانستان ولن تجدوا فيها أثرا لأمريكي وأن الأوروبيين سيتفهمون ما وصفها ب«الأحداث الدامية» في لندنومدريد، في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها خلايا مرتبطة بتنظيمه في هاتين العاصمتين .