ناشدت القوات الأمريكية الشعب الأفغاني مساندتها في حربها ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، مستخدمة المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط، فيما حذر رئيس الوزراء السابق حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي، الجنود الأمريكيين من أنهم سيلقون مصير زملائهم في العراق. فقد قال سكان بمناطق حدودية أفغانية أمس الإثنين إن طائرات تابعة لقوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة ألقت منشورات على مناطقهم تدعوهم للإدلاء بأي معلومات عن أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وأسقطت الطائرات آلاف المنشوات عليها صورة مقاتل يحمل قاذفة صواريخ على كتفه، ورسالة بالفارسية ولغة البشتون تحث الأفغان على الإدلاء بما لديهم من معلومات عن طالبان والقاعدة والقوات الموالية للقائد قلب الدين حكمتيار. وفي ما يبدو أنه نوع من الابتزاز.. كتب على منشور «الهجمات على القوات المتحالفة عقبة أمام تسليم المعونات الإنسانية لمنطقتكم»، وكتب على منشور آخر يحمل صورة فتاة أفغانية تحمل كيسا مملوءًا بسلع الإغاثة «من أجل استمرار تدفق المعونات الإنسانية أبلغوا قوات التحالف بما لديكم من معلومات عن طالبان والقاعدة وقلب الدين». وتتمثل المهمة الرئيسية لقوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة، والتي سيبلغ قوامها قريبًا نحو 00551 جندي تعقب مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة ومن بينهم أهداف بارزة مثل أسامة بن لادن زعيم القاعدة والملا محمد عمر زعيم طالبان. أما رئيس الوزراء السابق حكمتيار فيتزعم الحزب الإسلامي، الذي يقاتل مع طالبان والقاعدة ضد قوات الاحتلال والجيش الأفغاني الموالي للاحتلال، وذكرت صحيفة ذا نيوز الباكستانية أن حكمتيار وجه هو الآخر رسالة أول أمس الأحد حذر فيها الجنود الأمريكيين من أنهم سيلقون مصير زملائهم في العراق. ونقلت الصحيفة عن حكمتيار قوله: «سيسلك الأفغان قريبًا الطريق الذي اختاره العراقيون»، مشيراً بذلك إلى عمليات المقاومة المتصاعدة ضد جنود الاحتلال في العراق. ويرفض غالبية الأفغان الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة للإطاحة بطالبان في أواخر عام 2001، حيث يتنامى بينهم شعور بالسخط ضد الاحتلال، الذي ارتكب العديد من المجازر ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في أفغانستان، كما ساهم وجود الاحتلال كذلك في انتشار زراعة وتعاطي المخدرات بشكل واسع، بعد أن تمكنت حكومة طالبان الإسلامية من القضاء تماماً على هذه الظاهرة خلال فترة حكمها قبيل الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. وتدعي الولاياتالمتحدة أن عمال الإغاثة الأجانب لا يصلون بالفعل لثلث البلاد تقريبًا، وبخاصة في الجنوب والشرق بسبب ما تصفه بالمخاطر الأمنية التي يشكلها الإسلاميون، في حين يستخدم الاحتلال ورقة المساعدات الإنسانية للضغط على الشعب الأفغاني للقبول بالاحتلال ومساندة القوات الأمريكية في حربها ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، كما يتنكر عملاء الاستخبارات الأمريكية في الغالب في شكل عمال إغاثة أو مسؤولين بمنظمات دولية بهدف رصد تحركات حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وكالات