قامت الشرطة الفرنسية صباح يوم الاثنين بإخلاء أحد مخيمات اللاجئين واعتقالهم، ونقلهم بعيدا عن أحد الغابات التي كانوا يستقرون بها بجانب مدينة كالي .وهؤلاء اللاجئون القادمون من افغانستان وايرتيريا يرغبون في المرور الى بريطانيا والاستفادة من قوانين اللجوء والاقامة الاكثر ليبرالية بهذا البلد، بالاضافة الى توفرهم على عائلاتهم في عين المكان .ورغم محاولة العديد من الجمعيات تشكيل درع بشري لحمايتهم من عملية المداهمة هذه، وترحيلهم بعيدا عن مدينة كالي التي يحاولون العبور منها نحو الضفة الاخرى، فإن محاولتهم باءت بالفشل أمام الحضور الكثيف لعناصر الأمن الذين تمكنوا من اعتقال كل المهاجرين المتواجدين بالمخيم، ووضعهم تحت الحراسة بمركز الشرطة بمدينة كالي. وحسب مناضلي جمعيات الدفاع عن هؤلاء المهاجرين بدون أوراق إقامة (جمعية ناو بورد ( بلا حدود) وجمعية السلام .). «الكل مازال يتذكر تدمير مركز سانكات التابع لصليب الاحمر الفرنسي الذي كان يشكل مأوى لهؤلاء اللاجئين عندما كان نيكولا ساركوزي وزيرا لداخلية سنة 2002 والذي قال إنه باختفاء هذا المركز، لن يتكلم احد عن الهجرة بعد بكالي. لكن 7 سنوات بعد ذلك ما زال اللاجئون في نفس المكان وفي ظروف أسوء.» بالنسبة لوزير الهجرة ايريك بوسون فقد اعتبر في تصريح له لإذاعة ارتيل ان هذا المخيم هو مقر للمهربين الذين يطلبون مقابلا كبيرا للمهاجرين من أجل نقلهم نحو الضفة الاخرى.ويتم استغلال هؤلاء المهاجرين الذين يؤدون أحيانا 15 ألف أورو من أجل المرور الى بريطانيا. وأضاف ان قانون الغاب لا يمكن تطبيقه بفرنسا، كما سيتم تدمير كل هذه المخيمات التي يقيمها اللاجئون في شمال فرنسا. ووعد وزير الهجرة بمنح اللجوء للذين يسمح لهم القانون بذلك، ونقل الاخرين الذين لا يتوفرون على الشروط المطلوبة الى الحدود التي دخلوا منها. وحسب فانسون لونوار عن جمعية السلام فإنه «لم يتم حل المشكل، وعدد كبير من المهاجرين تفرقوا في انتظار عودة الهدوء وسوف يعودون الى نفس المكان». وحسب نفس الجمعيات، فإن عدد من هؤلاء المهاجرين بدون أوراق إقامة غادروا كالي منذ أسبوع، خوفا من اعتقالهم، بل منهم من لجأ الى مدينة باريس في المقاطعة العاشرة التي اضطرت الى إقفال إحدى الحدائق العمومية التي ينام بها اللاجئون الافغان. بالنسبة للتنسيقية الفرنسية لحقوق اللاجئين ( أمنيستي،لاسيماد أطباء العالم،رابطة حقوق الإنسان، الإغاثة الكاتوليكية) على الوزير ألا يعتقد في الوهم ،ان إعلان إقفال هذا المخيم يعني إخفاء مشكل سوف يستمر ويتجدد وينتقل، فهو يعكس عجز السلطات الفرنسية والأوربية عن التعامل مع هذا الوضعية بشكل سليم، وهو ما تترجمه الاوضاع اللاإنسانية التي يعيشها هؤلاء المهاجرون وطالبو اللجوء، رغم المساعدة التي يقوم بها عدد كبير من المتطوعين.