تصدر خبر وفاة الطفلة اليمنية فوزية عبد الله يوسف عمودي، ذات الإثني عشر ربيعاً يوم الجمعة 11 شتنبر الجاري أثناء المخاض هي وجنينها، اهتمام الصحافة العالمية والعربية بشكل واسع، حيث أفادت التقارير الصحفية ان الطفلة فوزية وبعد ثلاثة أيام من المعاناة خلال عملية الوضع، تم نقلها إلى المستشفى السعودي بمدينة "حجة" اليمنية، غير أن الأطباء فشلوا في إنقاذ حياة عروس الموت وجنينها، ذلك أن الحمل والوضع عند أمهات تقل أعمارهن عن 15 سنة يشكل خطورة على حياتهن، تزيد بنحو خمس مرات عن وفيات النساء في العقد الثاني من أعمارهن أثناء الوضع. وكانت الطفلة فوزية قيد حياتها، قد تم انتزاعها من مقاعد الدراسة في الصف الرابع الأساسي بمدينة الزهرة اليمنية، لتتزوج وهي في ال11 من العمر من شاب في الرابعة والعشرين من عمره، وذلك بعد أن عجز أهلها عن تأمين مصاريف الدراسة بسبب وضع أسرتها الاجتماعي، والتي تعاني الفقر الشديد، فضلا عن إصابة والدها بالفشل الكلوي. وإلى ذلك كشفت منظمة "سياج" لحماية الطفولة باليمن، أن مثل حادث الطفلة فوزية يتكرر باستمرار، وقد تسبب في قتل فتيات كثيرات في مناطق متفرقة من اليمن والسعودية، لكن لم يتم إحصاؤهن لعدم وجود جهة تقوم برصد هذه الحالات وتوثيقها. فيما عبرت منظمة اليونيسف العالمية بلسان مديرها التنفيذي" آن فينمان" عن أسفها لوفاة الطفلة اليمنية ذات الاثني عشر ربيعاً أثناء وضعها لطفلها بعد عام على زواجها، مكررة اعتقادها بأن زواج الأطفال بالإكراه يعد انتهاكاً لحقوق الأطفال بأبشع صوره، مشيرة إلى أن زواج الأطفال يحرمهم من طفولتهم، ومن حقهم في الحصول على التعليم ويسرق منهم براءتهم.وطالبت منظمة اليونيسف بمزيد من الحماية لحقوق النساء والأطفال، وخصوصاً البنات منهن. يذكر أن محافظة "حجة" الواقعة شمال غرب اليمن، والتي تنحدر منها الطفلة فوزية عبد الله، سبق لها ان شهدت فصول مأساة الطفلة المطلقة نجود علي ذات العشر سنوات ربيعا، والتي كانت أوفر حظا من فوزية بعد أن نجحت في التخلص من زوجها بالهرب منه، حيث يبدو أن مسلسل حوادث زواج الأطفال سيستمر حتى إشعار آخر في غياب قوانين نافذة تحدد سن الزواج، وتجبر المسؤولين المحليين على منع تزويج الأطفال، وخصوصا الإناث ومعاقبة أوليائهم والأزواج على النتائج الكارثة لهذا الزواج الذي خلف إلى حدود الساعة سيلا من الدموع البريئة ومئات القصص الحزينة التي تقض مضجع الواقع العربي.