ووري جثمان الشابة سناء الحرشاوي الثرى بمقبرة سيدي رنون بسطات عصر يوم الأحد الماضي 13 شتنبر 2009، وذلك بعد 13 يوما عن وفاتها بالديار السورية، حيث كان تشتغل هناك في إطار عقد عمل لمدة ستة أشهر. وقد نقل جثمان سناء ذات 21 ربيعا على نفقة الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالمغاربة القاطنين بالخارج، بعد أن تعذر على والدتها التكفل بمصاريف نقل الجثمان، لوضعها الاجتماعي. فمباشرة بعد أن نقلنا نداء والدة الفقيدة السيدة فاطمة الحرشاوي القاطنة بحي قطع الشيخ بعاصمة الشاوية ورديغة على صدر جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، تبنى الوزير محمد عامر هذه الحالة الاجتماعية، بالتنسيق مع سفارة المغرب بسوريا، لتتخذ الإجراءات لنقل جثمان سناء وتدفن بمسقط رأسها. في ذات السياق، أكدت فاطمة الحرشاوي للجريدة، أنها لم تتوصل لحد الساعة بأغراض ابنتها المتوفاة من ملابس وتعويضاتها المالية عن الستة أشهر التي اشتغلتها بسوريا، ماعدا جواز سفرها الذي توصلت به مع النعش. وكانت سناء تنوي العودة بشكل نهائي الى المغرب بعد انتهاء مدة العقد بتاريخ 2 غشت 2009، حيث هاتفت والدتها بخصوص هذا الأمر، إلا أنها لم تأت. وقالت، في مكالمة هاتفية، إنها نقلت إلى إحدى المستشفيات بعد تناولها «السمك» لدى بعض مضيفيها. كما اتصلت إحدى صديقاتها لتخبرها أن سناء أغمي عليها في مطار سوريا. بعد ذلك تهاطلت المكالمات الهاتفية على الأم المكلومة، منها مكالمة انتحلت فيها صاحبتها شخصية سناء، وادعت انها ستعود الى المغرب في القريب العاجل، إلا أن صوتا آخر كان بالقرب منها أكد أنها لن تعود أبدا. لكن الغريب في الأمر، تقول فاطمة الحرشاوي، أن الرقم الهاتفي الذي كان يتصل بها، كان لمواطن سوري، والذي رد على مكالمتها نافيا أن يكون قد اتصل أحد من هذا الرقم، وأن لا علاقة تربطه بالمغرب والمغاربة، وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام حول ظروف وملابسات وفاة سناء. أمر آخر زاد من حيرة الوالدة، تمثل في تعمد المسماة فتيحة ذات 24 ربيعا، التي كانت وراء سفر سناء الى سوريا مقابل 5 آلاف درهم وسفر 20 فتاة أخرى ، إخفاء رقم هاتفها حين اتصلت لتقدم تعازيها الى أسرة الفقيدة، مدعية أنها تتواجد بالديار اللبنانية. كل تلك الاسئلة وغيرها تطرحها فاطمة الحرشاوي حول ظروف وملابسات وفاة سناء، وإن كانت وزارة الخارجية المغربية تعيد سبب الوفاة عبر فاكس توصلت به أسرة الهالكة الى مرض التهاب السحايا الجرثومي.