لا يمكن لأي عمل جماعي أن يستقيم و يعطي نتائجه المتوخاة في غياب عنصر بشري مؤهل، مدرك لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، واع بالتحديات التي تواجه المدينة او القرية على حد سواء، و عين بني مطهر كمثيلاتها من المدن المؤهلة للعب دور مهم في النسيج الاقتصادي الوطني لاعتبارات عديدة جمعت بين الطبيعي ، الحيواني و البشري في الحاجة الى تظافر جهود كل الخيرين من أبنائها لكسب رهان التنمية المحلية وإعادة الاعتبار لها كمدينة تعيش على انقاض الماضي القريب الذي حولها الى مجرد شبح مريض: ضعف في الانارة العمومية بسبب انعدام الصيانة ،انتشار مهول للازبال و القاذورات على نطاق واسع من المدينة بسبب قلة العنصر البشري و عدم فعاليته في احيان كثيرة و التي تبقى محدودة الى حد كبير اضافة الى قلة الاليات،على مستوى شارع محمد السادس الذي طاله الاهمال و التسيب بسب احتلال الملك العام من طرف ارباب المقاهي و المحلات التجارية مما اعطى صورة مشوهة لهذا الشارع الذي يعتبر على طوله المدخل الرئيسي للمدينة و بوابتها مما يضطر الراجلين الى استعمال الطريق مع ما قد يسببه هذا من حوادث، ناهيك عما قد يسببه المدار "الرونبوان "التي تم احداثه مؤخرا و الذي اصبح يعيق السير العادي. و من خلال استعراض بعض المشاكل و المعوقات التي لا تزال عين بني مطهر عرضة لها من الحرص على الارتقاء بالعمل الجماعي الى المستوى الذي ننشهده جميعا و للقطع و بشكل كلي مع كل التجارب السابقة التي لازال بعضها سائدة حتى اللحظة بسبب العقلية التي لا زالت تحكم البعض منا و التي لم تتخلص بعد من رواسب الماضي و تعي بان التغيير هو شعار المرحلة الحالية والمقبلة، فإن عين بني مطهر تستحق التفافة حقيقية بعيدة كل البعد عن اية مزايدات سياسوية لان مستقبلها هو الاهم. ولمن لا يعرف عين بني مطهر فهي تابعة لعمالة جرادة، جغرافيا موجودة بالنجود أو الهضاب العليا، وهي بلدة متشكلة أساسا من القبائل( بني مطهر، أولاد سيدي علي، أولاد سيدي عبد الحاكم، وأقلية من بني كيل)، وهي منطقة عرفت بمقاومة الاستعمار.. وفقد أنجبت مجموعة من النخب على المستوى الوطني ونخبة مهمة من رجال الصحافة والأساتذة الجامعيين، على الرغم من الظروف العامة الصعبة.. هي الآن بلدية عرفت توسعا وخليطا من المواطنين، وساكنتها ارتفعت بشكل ملحوظ بفعل الهجرة الناتجة عن الجفاف، والغياب التام للبنى التحتية الأساسية للمناطق المجاورة. كما تعرف المنطقة نشاطا اقتصاديا مهما، يتجسد أساسا في تربية الأغنام.