تعود المغاربة ، منذ أن دخل التلفزيون بيوتهم ، أن يتجرعوا مع جبانية الحريرة ، ما يقدمه التلفزيون المغربي من برامج في ساعة الإفطار ، سواء عندما كانت القناة الأولى وحدها تحتكر المجال السمعي أو عندما أضيفت إليها الثانية ، أو حتى عندما تكاثرت القنوات الفضائية ، فقد أصبح الأمر مجرد عادة ، سنها الأجداد ، وشب عليها الأباء ، ويعتاد عليها الأبناء حاليا ، وذلك بغض النظر عن مستوى وجودة ما يقدمه لهم التلفزيون المغربي . استمرار هذه العادة ، لايعني بتاتا أن الجمهور المغربي ، أو أغلبيته الساحقة ، راضي عما يعرضه تلفزيونهم كل رمضان ، حامدا شاكرا على هذه النعمة ، رغم أن القيمين على القطب العمومي ، يحاولون جاهدين إقناعنا بالعكس فمن الأساليب التي أصبح يلجأ إليها المسؤولين ، سواء بالقناة الأولى أو الثانية ، للدفاع عن الرداءة ، نسبة المشاهدة التي ترتفع في رمضان لهاتين القناتين ، خصوصا خلال فترة الذروة ، قبيل وبعيد الإفطار . فالقناة الثانية مثلا تفتخر بأنها في رمضان الماضي حققت نسبة مشاهدة بلغت 47,3% انطلاقا من 2 وإلى غاية 30 شتنبر 2008 خلال فترة الذروة أي الفطور، والممتدة مساء من الساعة 7 إلى الساعة 8 . ولعل من سيقرأ هذا الخبر سيعتقد أن نصف المغاربة تقريبا ، حوالي 15 مليون نسمة ، شاهدوا قناة عين السبع ، الأرضية والفضائية ، خلال هذه الفترة . والحقيقة فإن هذه مغالطة كبيرة ، ذلك أن عملية قياس نسبة المشاهدة ، التي تقوم بها شركة مختصة ، تهم فقط عينة من المشاهدين المغاربة الذين يشاهدون القنوات التلفزية التابعة للقطب العمومي ، الأولى ، الثانية ، الرياضية ، الرابعة ....إلخ ورغم أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لنسبة المغاربة الذين يشاهدون قنوات القطب العمومي ، مقارنة مع نظرائهم الذين يشاهدون القنوات الفضائية الأخرى وما أكثرها ، إلا أنه يمكن التأكيد أن الأغلبية مضربون عن مشاهدة قنوات بلادهم لسبب بسيط ، وهو ضعف مستواها . فالفترة التي تحدثت عنا القناة الثانية ، في رمضان الماضي ، كانت تعرض سيتكوم - مهزلة مكانه الحقيقي في سلة المهملات وليس ليعرض على المغاربة . لكن حقيقة إرتفاع نسبة مشاهدة القناتين المغربيتين لا مراء فيها ، ولا يختلف عليها إثنان ، إلا أن الحقيقة الأخرى التي لن يستطيع هذا المسؤول أو ذاك ، هو أن ارتفاع نسبة المشاهدة لا علاقة له بما تقدمه قناة عين السبع أو قناة البريهي ، لأن الأمر مجرد عادة كما قلنا ، مثل شرب الحريرة ، سرعان ما تختفي بعد انتهاء رمضان