كرة القدم الوطنية على أبواب موسم جديد، جديد من حيث الرقم والأسماء، لكن تظل الأسئلة القديمة تتجدد بتجدد المواسم. تتبعنا بعض الدوريات والمقابلات الودية التي دخلتها الأندية، استعداداً للموسم الجديد، ويظهر من خلال العناوين الكبرى، أن الفرق جميعها، دخلت الموسم باستعدادات مبكرة، غايتها الأولى والأخيرة، أن تكون في الموعد. لكن الاستعدادات المبكرة، رغم أهميتها، فهي لم تعد تشكل أداة للتفوق مادام الجميع يدرك أن الخطوات الأولى تبدأ قبل الانطلاق. التوفق الوحيد هو المال والقدرة على الانتدابات أما الباقي فالجميع على خط مستقيم . لكن الموسم الجديد، يختلف عن سابقيه بكون السلطات الكروية قد تغيرت. فلم تعد المجموعة الوطنية قائمة بعد أن أشرفت على تدبير الشأن الكروي لمدة تزيد عن العقد ونصف. ظلت فيها حاضرة، صانعة للقرارات، مساهمة كضلع أساسي في العملية الكروية. لكن تأتي الرياح بما لا يشتهيه صانعو قرار المجموعة الوطنية، إذ جاء الفاسي وأهله وأفرغوا المجموعة من كل شيء، ليبدأ الجميع من نقطة الصفر. نقطة الصفر، أو القطيعة مع الماضي، هي جزء من ثقافة مغربية خالصة، فالاستمرارية ليست لغتنا على كل حال ، فالقادمون يعلنون عن حضورهم القوي من خلال إخلاء كل الأمكنة، على اعتبار أن الماضي مضر للحاضر، يعيقه ولا يساهم في تطوره بل يزعجه في كثير من الاحيان. إذن، سينطلق الموسم الجديد بمواصفات جديدة، وبرؤى تعتبر نفسها قادمة الى هذا العالم، لتأهيله ولتضعه في مرتبة أعلى، مرتبة تؤهله للدخول إلى عالم الاحتراف. وكأن الاحتراف يحتاج فقط إلى قرار ليس إلا. سندخل الموسم الجديد، برهانات جديدة معلقة على أعمدة السؤال الكبير، المتعلق بقدرتنا فعلا على تحقيق هذا الرهان الكبير الذي يسمى الاحتراف، وهل الاحتراف وحده قادر على أن يؤهلنا الى المحطات الكبرى العالمية. لسنا ندري، هل الوافدون الجدد، يدركون فعلا التربة التي يشتغلون عليها وهل يتوفرون على الآليات القادرة على تفتيت وتشريح الخليط الذي تتكون فيه وتتنفس منه الكرة المغربية. من حق البعض، أن يتسلح بالسلطة وبالمال، اعتقاداً أن ذلك كافيا لحل مشاكل الدنيا والآخرة، ومن حق هؤلاء أيضاً أن يعتبروا أن سلطة القرار وحدها قادرة على رسم الطريق ولو في البحر. سينطلق إذن الموسم الجديد، بوجوه جديدة، بسلطات جديدة، وبقرارات جديدة وبدون شك بحماس جديد وبأحلام جديدة، شبه مقتنعين أنهم الأفضل حاليا وأحسن بكثير ممن سبقوهم، دون أن يدركوا أن الواقع لا يرتفع، ويعلى ولا يعلى عليه. للموسم الجديد تحديات كبرى ومشاكل أكبر، فلا نعتقد أنه بجرة قلم، ستصبح فرقنا قوية وشابة وحاضرة بقوة على الصعيدين القاري والعربي. ولا نعتقد أنه بقدرة قادر، سيكون الموسم مفروشاً بالورود، سواء على مستوى التحكيم أو البرمجة أو بالنسبة للملفات التي ستوضع أمام لجنة القوانين والأنظمة ولجنة التسويق والاتصال ولجنة الاستئناف. ملفات حارقة تنتظرالجميع، هل سيتكلم الجميع لغة الحسم والقانون ، أم لغة «الكامبرومي» التي ظلت سنة اتبعها السلف، انطلاقاً من القول المأثور «حلها بالتي هي أحسن»؟ سينطلق الموسم الجديد، بتحديات جديدة، خاصة بالنسبة للوافد الجديد الذي يراهن على أفكار جديدة يريد تطبيقها على أرضية قديمة.