خلال نفس اليوم الذي شد فيه المراقب العام صالح بوخلال، رئيس المنطقة الأمنية لمطار محمد الخامس الدولي الرحال إلى مدينة العيون، واضعا نفسه تحت تصرف والي أمن المدينة «لكل غاية مفيدة»، قررت الإدارة العامة للأمن الوطني إعفاء عبد الحق باسو مدير مديرية الاستعلامات العامة من منصبه. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن المدير العام للأمن الوطني، الشرقي اضريس قد وضع العميد الاقليمي نورالدين السنوني، مكان عبد الحق باسو الذي شغل هذا المنصب خلفا لعبد الجليل عبدون في عهد المدير العام للأمن الوطني السابق حميدو العنيگري. وكان نور الدين السنوني، الذي شغل منصب رئيس المصلحة الولائية للاستعلامات العامة بولاية أمن مراكش، قد التحق بالإدارة العامة للأمن الوطني منذ أكثر من أربعة أشهر قبل أن يعينه الشرقي اضريس في وقت سابق، نائبا لباسو ورئيسا لمصلحة الهجرة ومراقبة المهاجرين خلفا لسعد لجديدي، الموقوف على خلفية اتهامه بالوقوف، رفقة عناصر أمنية أخرى، وراء التلاعب في بطائق الإقامة للأجانب. وقال مصدر أمني مسؤول إن إعفاء عبد الحق باسو قرار قد تم اتخاذه منذ حوالي أربعة أشهر، وكانت الإدارة العامة لا تنتظر سوى الوقت المناسب لتنفيذه. وللإشارة، فإن اتخاذ القرار شهر أبريل الماضي قد تزامن مع تفكيك المصالح الأمنية لشبكة دولية متخصصة في تنظيم الهجرة غير القانونية، التي تبين أنها نسجت علاقات مشبوهة مع مجموعة من الموظفين العاملين ببعض مراكز الحدود الجوية والبحرية بالمغرب، الذين يساهمون في تسهيل عمليات عبور المرشحين دون الخضوع للمراقبة والإجراءات القانونية الجاري بها العمل. كما اعتبرت مصادر متطابقة أن ملف باخرة «فانتاستيك» التي غادر عبرها 50 شخصا التراب الوطني عبر النقطة الحدودية بميناء طنجة دون اكتشاف أمرهم، وتورط ثلاثة عناصر من شرطة الحدود بميناء طنجة، كان عاملا من عوامل قرار الإعفاء. وكانت التحقيقات، التي قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في هذا الملف، أبانت عن أن 267 شخصا تمكنوا من مغادرة التراب الوطني خلال ليلة سادس أكتوبر الماضي عبر ميناء طنجة باستعمال جوازات سفر وبطائق إقامة ببلدان أوروبية وهويات وأختام مزورة دون افتضاح أمرهم بميناء طنجة، ليتم اعتقال خمسين منهم بميناء برشلونة وترحليهم على متن باخرة «فانتاستيك» التي تؤمن الخط البحري طنجة برشلونة جنوة (إيطاليا). كما أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، حاول 134 مسافرا عبور مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضا، إما بجوازات سفر تحمل تأشيرات صحيحة لكن بهويات غير حقيقية، وإما بتأشيرات مزيفة أو بطاقات إقامة مزورة من بينهم 73 مسافرا مغربيا، بالإضافة الى «ملف السوريين»، مما شكل سببا، من بين أسباب اعفاء المراقب العام صالح بوخلال، رئيس المنطقة الأمنية لمطار محمد الخامس الدولي. هذا القرار الذي اتخذته الإدارة العامة للأمن الوطني، حسب مصدر أمني، يندرج في إطار تخليق العمل الشرطي، الذي ما فتئ ينادي به المدير العام للامن الوطني الشرقي اضريس. وللإشارة، فإن من أولويات التدخل الأمني بمطار محمد الخامس، ضبط محاولات تهريب المخدرات والأسلحة التي كان يتم اكتشافها في بعض الأحيان على سبيل الصدفة.