ذكرت مصادر متطابقة أن الإدارة العامة للأمن الوطني أعفت، أول أمس الاثنين، كلا من رئيس أمن مطار محمد الخامس الدولي، ورئيس فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن أنفا من مهامهما.ت:مشواري كما جرى تنقيلهما في إطار إجراء تأديبي إلى مدينة العيون دون معرفة المهمة الجديدة التي ستناط بكل منهما. ومازالت الأسباب الحقيقية وراء إعفاء كل من صالح بوخلال، العميد الإقليمي رئيس المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس، ورئيس فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن أنفا، مجهولة، في حين ربطت مصادر مطلعة القرار بخرق المسؤولين الأمنيين للمساطر القانونية في عدد من القضايا، التي غالبا ما يحيلها المسؤول الأمني بمطار محمد الخامس على رئيس فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن أنفا، قبل إحالتها على أنظار العدالة. وأشارت المصادر إلى قضايا تتعلق بإيقاف مواطنين من جنسيات مختلفة ، لدى محاولتهم مغادرة المغرب في اتجاه دول أوروبية بوثائق إدارية مزورة، أو محاولة تسهيل عملية عبور مواطنين بوثائق مزورة. وربطت المصادر نفسها بين الإجراء التأديبي، الذي أصدرته الإدارة العامة للأمن الوطني في حق المسؤولين الأمنيين، وحالة الاستنفار التي شهدها مطار محمد الخامس، أخيرا، بعد ضبط مواطن مصري بحوزته مسدس من نوع "بريطا"، وصواعق كهربائية، وقنابل مسيلة للدموع، جرى العثور عليها بين أمتعة المواطن عبد الباسط (ن)، البالغ من العمر 36 سنة، الذي أحيل على مصالح الاستعلامات العامة، التي يرجح أنها أنجزت تقريرا حول الحادث وملابسات اعتقال المتهم بحيازة السلاح الناري و500 رصاصة، إضافة إلى تقرير أنجزته عناصر مراقبة التراب الوطني حول العميد الإقليمي المكلف بحفظ الأمن بمطار محمد الخامس الدولي. وكشف مصدر أمني أن بعض التجاوزات القانونية وشبهات حول الفساد، عجلت بقرار الإدارة العامة للأمن الوطني لإعفاء صالح بوخلال، العميد الإقليمي ورئيس المنطقة الأمنية بمطار محمد الخامس، دون أن يجري تحديد الأسباب المباشرة وراء تنقيل العميد الإقليمي إلى مطار العيون، وإعفاء رئيس فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن أنفا من رئاسة الفرقة، التي تمكنت من حل عدد من القضايا التي أثارت الرأي العام. يشار إلى أن "المغربية" عاينت، أخيرا، فرقا أمنية مختلفة من الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والأمن الوطني خارج وداخل المطار الدولي، نظرا للازدحام الشديد، الذي تشهده بواباته الرئيسية تزامنا مع الإضراب الذي يخوضه ربابنة الطائرات. وقال مصدر أمني ل "المغربية" إن القيادة العليا للدرك الملكي بصدد تعيين أزيد من 20 عنصرا لحفظ الأمن العام بالمطار، بعد أن أجرت من قبل عددا من التنقيلات، وبعد أن أصدرت إجراءات تأديبية في حق عناصر من الدرك الملكي كانت ارتكبت تجاوزات رصدتها لجن التفتيش والمراقبة التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي. ولن تقتصر التعزيزات الأمنية على جهاز الدرك فقط، بل ستعمد الإدارة العامة للأمن الوطني إلى إرسال حراس أمن ومفتشي شرطة لتعزيز الأمن بالمطار الدولي محمد الخامس، في إطار حركة انتقالية جزئية من المنتظر أن تكون بعد شهر رمضان.