رغم المجهودات التي يبذلها الجهاز الطبي بما في ذلك الأطباء والممرضات والممرضون بالجناح 24 الخاص بالجهاز الهضمي بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، إلا أنها تبقى لوحدها غير كافية أمام ما يعرفه هذا القسم من اكتظاظ، نظرا لتوافد العديد من المرضى من جميع جهات المدينة ومن بعض المدن الأخرى، كأزمور، والجديدة، وآسفي ومدن الجنوب المغربي. وأحيانا يستضيف هذا المستشفى مرضى من موريتانيا من جهة، ولعدم توفر هذا القسم أيضا على العدد الكافي من الاجهزة الطبية لذلك، حيث أن ما يتوفر عليه حاليا لا يمكن أن يقاوم العدد الكبير من المرضى الذين يؤمونه لطلب العلاج من جهة أخرى. وللإشار فإن وزارة الصحة خصصت قسما واحدا فقط للجهاز الهضمي هو الجناح 24 بمستشفى ابن رشد. مع العلم أن مستشفى الرباط يتوفر على أربعة أقسام للجهاز الهضمي رغم أن الفرق كبير وواضح بين الكثافة السكانية بكل من الرباطوالدارالبيضاء. البعض من المرضى يعتبر هذا عارا، حيث لا يكف المتضررون عن ترديد هذه الجملة. عار أن مدينة من حجم الدارالبيضاء لا تتوفر إلا على قسم واحد للجهاز الضهمي بمستشفى من حجم ابن رشد، خصوصا أن جل المستشفيات الصغيرة المتواجدة بجهة الدارالبيضاء ترسل مرضاها إلى المستشفى الجامعي ابن رشد لتوفره على خيرة الأطباء المغاربة ذوي الاختصاص والذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل هؤلاء المرضى. لكن اليد قصيرة والعين بصيرة، فالمجهودات لوحدها غير كافية أمام قلة الوسائل الطبية. وأمام هذا الوضع الذي يعرفه مستشفى ابن رشد، يجب على القيمين عليه منح مواعيد متفرقة للفحص والعلاج. خصوصا الذين يلزمهم الفحص بالمنظار »الفيبروسكوبي« أو بأجهزة أخرى، لاستحالة فحص الجميع. وقد يمتد الموعد إلى أسابيع أو شهور، يعود ساعتها المريض مطأطئ الرأس متحملا الألم والمغص الذي يشعر به باحثا عن وسيلة أخرى يهدئ بها آلامه، وغالبا ما تكون من بعض الوصفات الشعبية «الزعتر - المخينزة- سف الكامون» الى غيرها مما يجعل المواطنين البسطاء ذوي الدخل المحدود عرضة للضياع لأن أغلبيهم ليس له بديل عن المستشفى العمومي. فأكثرهم لا يتوفرون على تغطية صحية و لا تأمين صحي. وستبقى معاناة البيضاويين والمرضى النازحين من مدن أخرى مستمرة مادامت وزارة بادو لحد الساعة لا تفكر في إضافة أقسام وأجنحة أخرى لسد جميع الحاجيات من الأجهزة الطبية التي يستطيع من خلالها الأطباء فحص وتشخيص المرض ومعالجة الوافدين على المستشفى. ومع حلول شهر رمضان الأبرك، فإن العديد من مرضى الجهاز الهضمي تلزمهم عناية خاصة قبل وخلال وبعد هذا الشهر، تتجلى في اجراء عدة فحوصات أو تحاليل ووصفات طبية خاصة حتى يتسنى للعديد منهم تخطي هذا الشهر المبارك دون مضاعفات قد تكون جد خطيرة.