اشترطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التوصل لاتفاق للمصالحة الوطنية الفلسطينية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح صحفي يوم السبت الماضي إن الانتخابات تحتاج إلى اتفاق على تسمية اللجنة الانتخابية ومحكمة الانتخابات. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أكدت في وقت سابق أن الخيار الوحيد المفتوح أمام نجاح الحوار الوطني يتمثل في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها المحدد لها في مطلع 2010. وقالت اللجنة إن ضمان نزاهة الانتخابات عملية سهلة تتمثل في تأمين إشراف عربي ودولي صديق وحضور مكثف وشامل وواسع للمراقبين والمشرفين. بدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ختام المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) بعد إعلان نتائج انتخابات المجلس الثوري للحركة إن فتح تسعى لاستئناف وإنجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة، داعيا إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الموعد المذكور. غير أن المتحدث باسم حماس قال إن قضية ضمانات التزوير هي فقط بند واحد من عشرات البنود اللازمة لتهيئة المناخ للانتخابات وإجرائها في موعدها، مضيفا أن هناك مؤشرات كبيرة على احتمال التزوير في هذه الانتخابات. وتساءل أبو زهري «عن أي انتخابات تتحدث اللجنة التنفيذية في ظل تغييب أكثر من ألف عضو من أبناء وكوادر حماس في سجون السلطة في الضفة الغربية؟». وأكد أن أي انتخابات تحتاج إلى ترتيب حتى تكون ناجحة، مضيفا أنه من الطبيعي أن تطالب حماس بمثل هذه الترتيبات خاصة وأن هناك كثيرًا من النقاط تم التوافق عليها في القاهرة بخصوص الانتخابات. ومن جهته أكد عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار أنه ليس هناك بادرة حوار مع حركة فتح, مؤكدا أن على القيادة الجديدة لفتح أن تقرر مستقبل هذا الحوار. وقال الزهار «إذا قررت هذه القيادة الجديدة أن تصل إلى الحوار فنحن جاهزون، ولكن ليس بأي ثمن، والهدف هو أن نجنب شعبنا ويلات الخلاف الداخلي، لا أن نرسخ تجارب واتفاقيات سابقة انتهت بمزيد من المواجهات». وفي السياق ذاته قالت عضو المجلس الثوري لحركة فتح فدوى البرغوثي إن هناك «مطلبا جماهيريا عارما بأن يكون هناك حوار معمق وإستراتيجي ينهي حالة الخلاف والانقسام التي أساءت للشعب الفلسطيني وكانت نقطة سوداء في تاريخ نضاله». وأضافت فدوى ، زوجة القيادي في فتح الأسير في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، أن الوحدة الوطنية «سياج لمنجزاتنا وعلينا أن نعود إليها جميعا على الفور، ومن يصغر أمام الشعب الفلسطيني وأمام تضحياته ويتنازل فهو الكبير في نظر الفلسطينيين».