قال أحمد ولد سويلم بأن «البوليزاريو» الفردية قد انتهت وبقيت بوليزاريو الجزائر، و«علينا أن نحرم الجزائر من الركوب على مطية الصحراويين لاستغلالهم..» ووصف ولد سويلم أحد المؤسسين لما يسمى ب«البوليزاريو»، والعائد مؤخرا إلى حضيرة الوطن، تلبية لنداء الملك «إن الوطن غفور رحيم»، الوضعية الحالية بمخيمات تندوف بأنه لا تكفي كلمة «مأساوية» لوصفها، لأنها أكبر من ذلك بكثير، وأنه إذا استمر الحصار على هذا الحال فقد تنجم عن ذلك إفرازات خطيرة. وأضاف المستشار السابق لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية المزعومة، في مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى 30 لاسترجاع اقليم وادي الذهب، نظم يوم الجمعة الماضي بمدينة الداخلة، أنه «لا يكفي التعبير عن تعاطفنا، لكن يجب التنديد وبذل مجهودات جبارة لقهر الاحتجاز والمتاجرة في المواطنين في «لحمادة»، يجب استكمال كرامتنا..» مضيفا أن «كافة الصحراويين لا يقبلون أن يكونوا أداة في أيدي الأجانب من أجل المساس بالمغرب وبوحدته»، ومؤكدا ارتباط الصحراويين بمغربيتهم وبوطنيتهم ورفضهم لأي انفصال عن المغرب. وأوضح ولد سويلم بأن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كانت أول رصاصة اخترقت الطوق المعنوي، حيث سمحت للصحراويين بإعادة التفكير من جديد في المسألة، وأصبح بالامكان المراهنة على أشياء ملموسة، كما أعادت هذه المبادرة الأمل لساكنة تندوف بعد فقدانهم للرؤية المستقبلية والإحساس ب«الغبن»، حيث كان لها تأثير كبير على الوضع في المخيمات ، معربا عن أسفه في نفس الوقت لعدم تمكن وسائل الإعلام من ولوج المخيمات لنقل الحقائق الكارثية. ومن جهته أشار مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير إلى أن أبناء الإقليم أبلوا البلاء الحسن في مسلسل الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال، مخلصين لمقدساتهم وثوابتهم ومتمسكين بهويتهم المغربية وبمقوماتهم الدينية والحضارية. كما أكد المندوب السامي أن مؤامرات الخصوم والحسابات المغلوطة للمتربصين ودعاة الانفصال لن تنال من مغربية الصحراء، وأن المغرب بالرغم من ذلك فهو متمسك باحترام روابط حسن الجوار، وبمواصلة عزمه على بناء الصرح المغاربي، وتحقيق وحدة شعوبه، مرحبا بعودة ولد سويلم لوطنه، معتبرا ذلك بأنه خير رد على الاطروحة الانفصالية، ودليل على اقتناع أغلب قادة «البوليزاريو» بأن الرهان على أسطورة الكيان الوهمي أضحت قضية خاسرة. وقد حضرت المهرجان الخطابي الذي أقيم بمدينة الداخلة، مجموعة من الشخصيات بالمنطقة كوالي جهة وادي الذهب لكويرة ، وعاملها، وعامل إقليم أوسرد، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس المجلس الاقليمي، وقائد الموقع العسكري، وشيوخ بعض القبائل الصحراوية، وكذا قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اضافة إلى بعض أعضاء المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، وشخصيات مدنية وعسكرية.