أكد أحمدو ولد سويلم العضو المؤسس ل(لبوليساريو) أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية التي تقدم بها المغرب، جاءت لتلبي حاجة نفسية وحقيقية للصحراويين المحتجزين في تندوف “الذين يعيشون على وتر اليأس وعدم الاستقرار”. وأوضح ولد سويلم الذي التحق مؤخرا بأرض الوطن ، في ندوة صحفية عقدها اليوم الاثنين بالرباط ، أن الصحراويين في مخيمات تندوف (جنوبالجزائر) تحذوهم الرغبة في الالتحاق بركب مقترح الحكم الذاتي، الذي يرون فيه حلا من شأنه أن يضع حدا للأوضاع المزرية واللاإنسانية التي يرزحون تحتها داخل المخيمات. وقال خلال هذه الندوة التي نظمت بمبادرة من منتدى الصحافة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن الأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويون في مخيمات تندوف يرثى لها وتصل أحيانا إلى درجة المجاعة”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن عددا من قادة (البوليساريو) اغتنوا جراء متاجرتهم بالمساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان المخيمات. من جهة أخرى، اعتبر السيد ولد سويلم الذي شغل حتى التحاقه بالمغرب مؤخرا منصب وزير مستشار لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية المزعومة، أن جبهة (البوليساريو) تشكل أداة في يد الجزائر تسخرها وفق مآربها، مضيفا أن الصحراويين في حاجة إلى من يحررهم من قبضة الجزائر التي تسيطر على القرار في ما يتعلق بقضية الصحراء. وقال ، في هذا الصدد ، إن العلاقة بين الجزائر و(البوليساريو) هي “علاقة السيد بالمسود والرئيس بالمرؤوس “. وتابع أن قادة (البوليساريو) يعملون ، بإيعاز من الجزائر ، على عرقلة الجهود الرامية إلى تسوية هذا النزاع المفتعل، بالنظر لكونهم يستفيدون من بقاء الوضع على حاله، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يواصل المغرب جهوده لإيجاد حل دائم عادل لقضية الصحراء، تستمر قيادة (البوليساريو) في مخادعة المجتمع الدولي لكسب الوقت. وأضاف ولد سويلم “إنه كان من الطبيعي أن ينخرط الصحراويون المحتجزون في تندوف في مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عندما أدركوا أن الجزائر تستغلهم لتحقيق مآربها”. إلى ذلك، أكد ولد سويلم أنه التحق بأرض الوطن من أجل المساهمة في تجسيد مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وقال “إن عودتي إلى الوطن أمر طبيعي، يترجم ارتباطي بالمغرب، وانخراطي للمساهمة في تسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا”. وأضاف “إني عدت إلى أرض الوطن تلبية للنداء الملكي السامي ‘إن الوطن غفور رحيم'، وتعبيرا عن قناعتي بمغربية الصحراء وشرعية القضية الوطنية في الحفاظ على الوحدة الترابية للمغرب”، معربا عن اعتزازه بتزامن عودته مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى العاشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين. وأكد السيد ولد سويلم أنه قدم ولاءه وجدد بيعته وبيعة قبيلة ولاد الدليم للعرش العلوي المجيد، معربا لجلالته عن قناعته بأن مقترح منح الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية الشريفة حكما ذاتيا موسعا هو الحل الوحيد والعادل للمشكل المصطنع وإنهاء معاناة المحتجزين في مخيمات تيندوف. وأعرب عن اعتزازه بالاستقبال الذي خصه به الملك محمد السادس، مشددا على أن عودته إلى أرض الوطن ليست جسدية بل عودة روحية للانخراط في جهود تسوية النزاع في الصحراء. وأشاد ولد سويلم بالتحولات الإيجابية التي يشهدها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن المم لكة المغربية تسير بخطى ثابتة وبقدرات تبوئها مكانة متميزة في المنطقة.