قال أحمدو ولد السويلم، شيخ قبيلة ولاد الدليم، وأحد القادة المؤسسين لجبهة البوليساريو، إنه لا يتوقع إحراز تقدم في الجولة الخامسة من المفاوضات المرتقبة بين المغرب وجبهة البوليساريو، مؤكدا أنه لو كان الأمر بيد الصحراويين اللاجئين في مخيمات تندوف، لقبل الجميع مقترح الحكم الذاتي، الذي بادر إليه المغرب. وفي ما يشبه النقد الذاتي، قال السويلم إنه مسؤول مثل آخرين عن ترحيل الصحراويين إلى مخيمات تندوف، في لحظة تاريخية كان لها ما لها و عليها ما عليها، لكنه وعى بضرورة العودة إلى الوطن، ورددها جهارا أمام قادة جزائريين، حيث رفض الإغراءات المادية والسلطوية، مشيرا إلى أن وضع السكان في المخيمات مزر، حيث يعيشون الحرمان من أبسط الحقوق، موجها نداءه إلى الجزائر برفع يدها عن الملف، والسماح للسكان بالعودة وبدون شروط لخدمة وطنهم المغرب، وخلص إلى أن الصحراويين أبا عن جد مغاربة، رغم محاولات الخصوم التي سيكون مآلها الفشل، معتبرا أن بيعة السكان لسلطان المغرب أصدق تعبير عن الانتماء إلى الوطن. وأكد السويلم، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقد أمس، بالرباط، أنه يتوقع فشل المفاوضات غير الرسمية بين الطرفين، لتحكم النظام الجزائري في مجرى الأمور، مضيفا أن هدف جارة المغرب الشرقية لا يكمن في إيجاد حل مرض لنزاع الصحراء، بل يرمي إلى تأزيم الأوضاع في شمال إفريقيا. واستبعد السويلم أن يكون ضمن الوفد الرسمي للمغرب في جولة المفاوضات المرتقبة، سواء الرسمية منها وغير الرسمية، مؤكدا أن وفد المغرب له كفاءة في الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي، الفكرة النبيلة لحل نزاع الصحراء ، بمنح سكانها صلاحيات واسعة لتدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه. ونفى السويلم أن تلجأ جبهة البوليساريو إلى خوض حرب عسكرية جديدة، ضد المغرب، لعدم قدرتها على ذلك، ولعجز قادتها العسكريين على التخطيط، مشيرا إلى أن ما يتم الترويج له إعلاميا ودعائيا، هو من أجل الضغط على المغرب لربح المزيد من الوقت، حيث يستفيد البعض من الوضع الحالي للإثراء والاغتناء الفاحش على حساب أغلبية سكان المخيمات، الذين يودون العودة إلى وطنهم الأم. وقلل السويلم من شأن الدعوى القضائية التي رفعها بعض قادة جبهة البوليساريو ضد مسؤولين مغاربة في إسبانيا، مبرزا أن هدف الدعوى القضائية هو تخويف العائدين إلى أرض الوطن المغرب، ومحاولة يائسة لإثارة الضغائن والفتن والأحقاد بين أبناء الصحراء، المؤسسين لجبهة البوليساريو، والعائدين استجابة لنداء الملك الراحل الحسن الثاني «إن الوطن غفور رحيم»، في ذلك الوقت، والملتحقين الجدد، الذين عانوا من ويلات الإقصاء والتهميش. ووصف السويلم علاقة جبهة البوليساريو بالنظام الجزائري أو ببعض القادة العسكريين للجزائر، بعلاقة السيد بالمسود، والرئيس بالمرؤوس، معتبرا أن البوليساريو ليست سوى وكالة تشتغل لحساب الجزائر لإزعاج المغرب، مؤكدا على حالة الانهيار الواضح لبنيانها، وقال بهذا الخصوص: «لو كان الأمر يتعلق بالبوليساريو لقلنا إنها ذابت بالمرة، ولكن إذا تحدثنا عن جبهة البوليساريو الجزائرية، لأكدنا أنها موجودة».