لقد أحسن قدماء وأصدقاء لاعبي شباب المحمدية صنعاً عندما قرروا تنظيم مباراة رياضية لتكريم اللاعب المتألق في زمانه محمد خوشان، المباراة عبارة عن حفل رياضي في كرة القدم يشمل مبارتين الأولى ما بين قدماء شباب المحمدية وقدماء المنتخب الوطني (فصيل 1986) أما المباراة الثانية فتجمع ما بين شباب المحمدية والرجاء البيضاوي... برنامج التكريم حُدد له يوم الثلاثاء 18 غشت الجاري، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بملعب البشير بالمحمدية. تكريم اللاعب محمد خوشان الأخ الشقيق للاعب المتألق أيضا ودائماً الحسين خوشان لاعب اتحاد المحمدية أيام مجد الفريق الثاني لمدينة »فضالة« جاء في محله وفي وقت يجتاز فيه محمد خوشان إلى التفاتة اجتماعية وتضامنية من الرياضيين والمحبين والأنصار الذين أطربهم وهو يطاوع المستديرة على البساط الأخضر أيام مجد الشباب وتألقه مع الألقاب والبطولات.. هذا اللاعب قدم الكثير لكرة القدم الوطنية والمحلية وخاصة فريقه الشباب الذي لعب له مباريات كبيرة يحتفظ التاريخ بسجلاتها. كان محمد خوشان لاعب قدوة في السلوك والانضباط، لم يسجل عليه في يوم من أيام مجده الكروي أو خلال حياته الخاصة ومعاشرته للناس والاختلاط بهم أنه أساء التصرف أو أساء لأحد، أو اشتكى منه أحد. كون أسرته الصغيرة بعرق جبينه ويحاول تربية أبنائه وتمدرسهم بكل مسؤولية وانضباط، لم تعطيه الكرة ولو جزء بسيط مما أعطاها من جهد طيلة مدة ممارسته لها على مدار عشر سنوات. كان يشتغل في معمل لصنع مواد التلفيف منذ سنوات، حتى وجد نفسه يوماً صحبة ثلة من العمال الكادحين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المعمل وأهله بكل إخلاص وتفان ، خارج أسوار المعمل الذي أغلق أبوابه وأرسل آليات الإنتاج الى عطلة دائمة، مما جعل اللاعب محمد خوشان وزملاءه العمال عرضة للبطالة وعائلاتهم تفقد معيلها الوحيد، الشيء الذي أدى الى عدم استقرار الحالة الاجتماعية لهذه الأسرة، ومعها خوشان الذي اقتنى شقة لمَّ بها شمل أسرته ويدفع كل شهر أقساطاً مالية للبنك الذي اقترض منه مبلغ ثمن الشقة، حتى وجد نفسه عاجزاً عن الدفع بسبب بطالته مما يهدد أسرته بالتشرد في حالة ما إذا حجز البنك على شقته وهو أمر وارد إذا لم يدفع ما بذمته من أقساط. وكان اللاعب محمد خوشان أنيقا في لعبه وذكيا في تعامله مع المستديرة ومنافسيه من اللاعبين، حيث كان مشهوراً بالحراسة اللصيقة للاعبي الفريق الخصم طبقا لتعليمات مدربه و ساعده في ذلك لياقته البدنية المرتفعة ونفسه الطويل. وأتذكر أن الحاج الخميري رحمه الله كلفه بحراسة شقيقه الحسين لاعب اتحاد المحمدية، وخاصة أيام جولة هذا الفريق في مواسم 87/88 و 88/89، في ديربي المحمدية القوي في ذاك الزمن الجميل. وكان محمد خوشان أيضا يشكل تفاهماً وانسجاماً كبيرين مع زملائه اللاعبين، وخاصة فرس واعسيلة، احميد، ميگل، شان، بوقنطار وغيرهم من الكفاءات الكروية. وبهذه المناسبة، أتذكر مباراة جميلة تألق فيها محمد خوشان بمدينة مكناس ضد النادي المكناسي فاز بها الشبابيون بأربعة أهداف بهدفين، بعدما كانوا منهزمين في الشوط الأول بهدفين لصفر. قدم خلال هذه المباراة كل من فرس ومحمد واعسيلة وبقية زملائهم اللاعبين ثنائيات وثلاثيات جميلة جداً جعلت الكرة تركع بين أرجلهم، مما أدهش الجمهور الحاضر وأغلبه من مكناس وصفق كثيراً وبدون شعور منه لما قدمه الشباب من تقنيات كروية غابت اليوم عن فضاء ملعب البشير وفريقه الشباب الذي بات يعيش عبثاً في عبث وفي غفلة من الجميع. مثل هذه المبادرات الإنسانية التكريمية لا يمكن إلا تثمينها وتشجيع تنظيمها حتى يتمكن الرياضيون الذين ساهموا في إسعاد الناس وخلق جو من الفرح والسرور لديهم الخروج من دائرة الضيق الصعبة. لذلك يجب توسيع مجالات هذه التكريمات، لتشمل أجيال اللاعبين ومن أعمار مختلفة.. فهناك من في حاجة الى تكريم معنوي وآخر الى مساعدة مادية واجتماعية ورد الاعتبار.. اللائحة تشمل أسماء كثيرة ومعروفة أنها بحاجة الى مساعدة، سواء في شباب المحمدية أو اتحاد المحمدية أو غيرهما من الأندية الرياضية.