قد تكون هناك بعض الخشية البسيطة المرتبطة بقلة التحمل، من حلول رمضان هذا العام في عز الصيف والصهد واشتعال الحرارة، لكنها خشية بسيطة، كما قلنا وخشية البعض فقط، أما خشية الغالبية العظمى والتي بدأت بواكيرها في الظهور منذ الآن، فهي التي يشكلها صهد الأسعار وسعيرها، وحرارة الغلاء المفرطة التي لا طاقة للكثيرين بها ولا عليها. إنها حرارة بدأ لهيبها منذ الآن يلفح ويلسع جيوب الغالبية العظمى من المغاربة، إذ طالت هذه الحرارة العديد من المواد الأساسية والتي يشتد الإقبال عليها خلال شهر رمضان الأبرك أكثر، وحتى المواد التي كانت إلى وقت قريب لاتزال بها بعض نفحات البرودة، يبدو أنها شرعت في الحركات التسخينية، بعد أن نفضت عنها غبار الخمول، وغادرت كرسي الاحتياط، قبل أن تدخل ملعب رمضان، وهي في كامل السخونة والحرارة والاشتعال. وطبعا فإن الحكومة دائما تطمئن، وتحاول أن تبرد وتضع الثلج فوق رؤوس الدجاج والأسماك والأغنام والأبقار والفواكه والخضر، لكن وحده المحروق بكل ذلك، يعلم أن التطمين الحكومي لا يُغني من غلاء ولا يُسمن قفة!