تعقد حركة فتح غدا الثلاثاء مؤتمرها العام السادس منذ تأسيسها في1957 , في بيت لحم جنوب الضفة الغربية بحضور حوالى 2300 من اعضائها لكن في غياب معظم مندوبي قطاع غزة الذين ترفض حماس حتى يوم أمس السماح لهم بمغادرة القطاع. لكن القياديين في فتح عباس زكي وعزام الاحمد تحدثا عن اتصالات عربية وفلسطينية جارية لاقناع حماس بتغيير قرارها. وعبر الاحمد عن «تفاؤل » في حل هذه الازمة. وسيحضر المؤتمر اعضاء الحركة في الضفة الغربية والاردن وسوريا ولبنان والدول العربية والدول الاجنبية التي تضم فروعا لفتح. اما اعضاء فتح في غزة ويبلغ عددهم حوالى400 , فلم تسمح لهم حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ يونيو2007 , بالتوجه الى الضفة الغربية. وكان ايهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة في غزة صرح اول امس السبت ان حكومة حماس «اتخذت قرارا برفض خروج اي من اعضاء فتح للمشاركة في مؤتمر الحركة السادس» واكد ان الوزارة «ستعتقل الذين خرجوا مؤخرا من القطاع فور عودتهم وسيتم تحويلهم الى المحاكمة» وتمكن عدد من كوادر فتح خلال اليومين الماضيين من مغادرة القطاع وتوجهوا الى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر رغم اجراءات المنع التي اتخذتها حماس. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ان «اتصالات عربية وفلسطينية على اعلى المستويات لا تزال مستمرة لجهة الضغط على حركة حماس للسماح لاعضاء حركة فتح بمغادرة القطاع» مشيرا الى وساطات سورية وتركية ومصرية وعربية اخرى. من جهته, اكد عزام الاحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي ان «القيادة تجري اتصالات مع العديد من الاطراف وخصوصا مصر وسوريا» وقال «كل يوم نتلقى وعودا بأن تحل المشكلة خلال ساعات لكن للاسف يفصلنا عن المؤتمر اقل من48 ساعة, من دون أن تحل الأزمة» واضاف «لا زلنا متفائلين بحل هذه الأزمة بفضل الجهود المخلصة التي يبذلها أشقاؤنا وأصدقاؤنا» من جهة اخرى, قال مصدر في فتح ان اسرائيل منعت ثلاثة من اعضاء الحركة من دخول الضفة الغربية هم محمد داوود (ابو داوود) وفتحي الرازم ومنير المقدح المسؤول عن حركة فتح ومسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان. وتتهم اسرائيل ابو داوود بالتورط في عملية ميونيخ في1972 بينما تشتبه بتورط الرازم في قضية السفينة كارين ايه في العام2000 . واكد عباس زكي ان «اللجنة المركزية لحركة فتح قررت ان تبقى في حالة انعقاد مستمر» بينما «سيعقد المجلس الثوري للحركة اجتماعا اليوم الاحد لمناقشة ما تم اقراره من وثائق وعضوية المؤتمر وبحث ملف اعضاء فتح من غزة"» وكانت اللجنة المركزية لفتح اقرت في اجتماع السبت مشروع البرنامج السياسي للحركة الذي سيعرض على المؤتمر العام ويقضي برفض الحركة الاعتراف بيهودية اسرائيل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم. من جهة اخرى, اكد عزام الاحمد ان «سبعين وفدا من دول عربية واجنبية وصلوا للمشاركة في مؤتمر فتح السادس» واضاف ان الاستعدادات لعقد المؤتمر السادس في بيت لحم انتهت تقريبا وخصوصا ما يتعلق بالامور الفنية واقامات الضيوف واعضاء المؤتمر"» ورأى في «هذا الكم من الوفود مؤشرا واضحا على أهمية المؤتمر السادس وحالة الترقب التي يعيشها العالم لمتابعة نتائجه (...) ودليلا على الاهمية الكبيرة التي تحظى بها حركة فتح تحديدا في كل الاوساط السياسية والعربية والدولية» واوضح ان «القضية القائمة والتي تشغلنا الآن هي عدم وصول اعضاء المؤتمر من قطاع غزة في ظل سياسة الابتزاز التي تمارسها حركة حماس» معتبرا ان حماس «تمارس بذلك أبشع صور الابتزاز» واتهم الاحمد حماس بانها «تتصرف كعصابة وليس كفصيل وطني فلسطيني وخرجت عن كل قواعد العمل والتقاليد الفلسطينية» مشددا على اهمية «النصاب السياسي الوطني لغزة خصوصا في ظل حالة الانقسام الراهنة» واكد انه «في حال منع حماس أبناء قطاع غزة من المشاركة في المؤتمر السادس فان كل جولات الحوار الوطني تصبح في ذاكرة النسيان"» واضاف «اذا اصروا على مواقفهم (...) فلا جدوى من الحوار مع فصيل يتصرف كعصابة» ورأى ان «ممارسات حماس في قطاع غزة وبحق ابناء فتح تضع القضية الفلسطينية في مهب الريح, وهي تصب في زيادة الشرخ وتعزيز الانقسام» واشار الى ان «حكومة بنيامين نتنياهو تأخذ الانقسام ذريعة للتهرب من استحقاقات عملية السلام واستمرار حالة الانقسام تعد أكبر خدمة تقدمها حماس لاسرائيل» واكد الاحمد ان عقد المؤتمر السادس """"سيشكل حتما نقلة نوعية في تاريخ العمل الوطني وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (...) من خلال التطوير الذي سيحصل على انظمة فتح وبرامجها"""".