شب حريق مهول في الساعات الأولى من صباح الأربعاء في السوق التجاري قرب ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش بجماعة تزروت التي تبعد عن العرائش بتسعين كيلومترا، حيث استمر من الساعة الثالثة صباحا إلى حدود الرابعة منه، لتلتهم النيران في ظرف وجيز 12 دكانا و47 براكة تجارية مخلفة خسائر مادية فادحة فاقت المليار سنتيم وتشريد أزيد من ثلاثين أسرة وسقوط جريح أصيب أثناء هربه من ألسنة النيران في ركبته. وصرح تجار متضررون من هذا الحريق للجريدة أن النيران أتت بغتة على سلعهم التي استقدموها بالديون بمناسبة قدوم الموسم في الخامس عشر من شعبان ولم تترك لهم غير الرماد، بل إن منهم ، حسب إفاداتهم لنا من عين المكان ، من فر بجلده هاربا فقط بلباس النوم بعدما رأى قنينات الغاز تتطاير في السماء محدثة انفجارات مدوية ، في وقت كان الماء منقطعا عن الجماعة منذ السابعة مساء إلى ما بعد الحريق، الأمر الذي ضاعف من صعوبة إنقاذ الموقف. أما رجال الوقاية المدنية القادمون من تطوانوالعرائش فلم يصلوا إلى السوق المحترق إلا بعد الثامنة صباحا حسب تصريحات السكان لنا بالجماعة، بعد أن أتت النيران على كل شيء بل إن صهريج سيارة الوقاية المدنية كان فارغا وملء من ماء العين القريبة من الضريح بعد قدومها إلى مكان الحريق! وحسب تصريحات استقيناها من المكان نفسه، فإن هؤلاء التجار المتضررين كانوا قد طالبوا العمالة منذ ستة أشهر بالاستجابة لندائهم المتمثل في تنظيم هذا السوق التجاري الواقع على الطريق المؤدية إلى الضريح وذلك بإحداث مكان خاص بهم في هذه الجماعة بعد أن قضوا في هذا السوق أزيد من عشرين سنة إلا أنهم لم يجدوا الآذان الصاغية لشكايتهم، والتمسوا المساعدة العاجلة لما ألم بهم ، مؤكدين أن هذا الحريق لم يكن عاديا وأنهم مندهشون لما يحدث لهم بعد التزام قدموه للجماعة يلتزمون بموجبه بإنهاء التجارة في هذا السوق مباشرة بعد انتهاء هذا الموسم ! التجار المتضررون وهم من الشرفاء العلميين، ذهلوا لما رأوا من ألسنة النيران وهي تلتهم سلعهم وأموالهم وأوضحوا أن النيران ابتدأت من أسفل السوق ثم انتقلت بسرعة خاطفة إلى أوله ، معرجة بعد ذلك على الدكاكين المقابلة عبر تماس خيط كهربائي لتأتي عليها في ظرف ساعة وكادت أن تنتقل إلى الدور المجاورة لولا الألطاف الإلهية، مشيرين إلى أن الحادث غير عاد تماما !؟ من جانب آخر أرسل عامل الإقليم المسؤول عن مصلحة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمالة إلى عين المكان بعد منتصف النهار لطمأنة التجار والإنصات إلى مشاكلهم واقتراحاتهم ! أما المسؤول عن قسم الإنعاش فقد اقترح عليهم تنظيف السوق المحترق بأنفسهم محتسبا لهم أيام العمل وهو ما اعتبروه ضحكا على الذقون فبعدما كانوا أصحاب سلع وتجارة أصبحوا الآن يواجهون بعمل يومي لايتعدى أجره خمسين درهما !! إلى جانب ذلك كانت الشرطة العلمية التابعة لفرقة الدرك الملكي بطنجة تأخذ عينة من المواد المحروقة وتضعها في إناءات خاصة لترسلها بعد ذلك إلى المختبر في محاولة منها للبحث عن أسباب الحريق ، في الوقت نفسه شرعت سرية الدرك الملكي التابعة لدائرة العرائش في محاصرة المنطقة وفتحت تحقيقا مع المتضررين بمقر الجماعة لمعرفة ملابسات الحادث مصحوبة بالكلاب المدربة إضافة إلى حضور رجال القوات المساعدة والسلطة المحلية ورجال الوقاية المدنية . ومعلوم أن مركز ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش الواقع بجماعة تزروت، كان قد استفاد من برنامج التأهيل وخصصت له ميزانية قدرت ب 6.000.000,00 درهم .