«أنا مريضة بالربو وما تانقدرش على الغبرة ودابا خاصني ناخذ النوبة ديال شي مريض دغيا باش نمشي فحالي» هكذا تقول «ل.م»، 55سنة، مريضة بالربو تشتكي صعوبة استثنائية في التنفس بسبب تواجد سوق للنجارة بجانب المركز الصحي لحيها سيدي موسى بسلا. تنبعث من السوق عواصف محملة بغبار النجارة، وأصوات مرتفعة ومزعجة لآلات كبيرة لقطع الخشب، تعيق ممارسة الأطباء عملهم في ظروف طبيعية. يقول الطبيب ورئيس المركز أحمد أبريري 50 سنة: غبار الخشب المنبعث من هذا السوق يسبب مشكلا في التنفس للأطباء والمرضى على حد سواء، ويضيف، الأجهزة الطبية التي حصلنا عليها مؤخرا، والأدوية لا ينبغي أن تكون ضحية لغبار الخشب. وأكد حارس المركز(ف. د) 37 سنة وهو مقيم بشكل دائم بالمركز إن الأمر يعم أيضا السكان المجاورة سكناهم للسوق. يقول(أ.ع)43 سنة أحد القاطنين قرب سوق الخشب : «بزاف ديال الناس هنا متيتنفسوش مزيان، و كاين اللي بالرشاشة.. ما عندنا ما نديرو، مشينا عند القايد أوالو، واحد فلجماعة كالينا ،أومال هادوك اللي خدامين فالسوق ما تايتخنقوش». إذ كان قد اجتمع السكان المجاورة سكناهم للمارشي في الماضي و توجهوا للمقاطعة و كان رد القايد «هادوك الناس راهم معيشين المئات فداك السوق» وعند استفسارنا المشتغلين في سوق النجارة القريب من المركز الصحي عن الوضع، كانت إجاباتهم كلها تركزعلى أن السوق تأسس قبل بناء المركزالصحي، يقول (ب.ج) 57سنة يملك محلا للنجارة بالسوق : «أنا هنا فلمارشي منين كنت صغير، حنا هنا قبل السبيطار، هما اللي غلطو النهار الأول فالموقع » ، ويذكر أن المركز لا يتناسب مع منطق وخدمة القرب فهو بعيد على غالبية المرضى الوافدين عليه، وظل منذ تأسيسه يحاول استيعاب منطقة تضم خمسة أحياء يتواجد بها أكثر من250 ألف فرد، أحياء سيدي موسى واشماعو والأمل والجزارة ... وبدء ا من سنة 2008 و في إطار النقاش الذي فتحته اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع أطباء المدينة، تم التوصل إلى ضرورة بناء مركزين آخرين بسبب الكم الهائل من المرضى المتوافدين على مركز سيدي موسى ليصل عدد المراكزالصحية بالمدينة التي يفوق عدد سكانها المليون نسمة إلى 28 مركزا، حاليا يتوفر مركز سيدي موسى على 4 أطباء في تخصصات: النساء، الأطفال، التنفس، التخطيط العائلي، وطبيب مدير للمركز. 6 غرف أظيفت قبل 3 أشهر للمركز تم توظيفها كغرف طبية لتشخيص الأمراض، ويؤكد الأطباء الخمسة للطب العام الذين يشتغلون في المركز أن هذا الأخير كان يستقبل مرضى أحياء سيدي موسى واشماعو و الأمل والجزارة، إذ كان يصل عدد المرضى الوافدين عليه إلى ما يقارب 600 مريض يوميا، وبعد بناء مركز السواني ومركز سعيد حجي في الشهور الأخيرة، تضاءل الرقم إلى 100 مريض أوأقل يوميا بمركز سيدي موسى، بحيث صار سكان الجزارة وحي اشماعو وحي الأمل يتجهون إلى مركز سعيد حجي، في حين توزع سكان حي سيدي موسى على مركزي سيدي موسى والسواني. وكانت مندوبية وزارة الصحة قد بعثت مسؤولة تتكلف بزيارة المراكز الصحية للمدينة وتتفقد أوضاعها و عند زيارتها للمركز الصحي سيدي موسى لفت مدير المركز انتباهها إلى الضجيج والغبار الآتي من سوق النجارة، وللمخاطرالناتجة عن ذلك، فكان جوابها شبيها برد قائد المقاطعة على السكان المتضررين. (صحافي متدرب)