ترتبط المرحلة الحديثة للتكفل الطبي الفعال بمرض الربو بتصور جديد يتمثل في ضمان جودة الحياة للمريض. ذلك أن مرض الربو إذا خضع للعلاج وللمراقبة بطريقة جيدة يسمح بالعيش في حياة عادية، خاصة وأن المواصفات العلاجية المستعملة بطريقة مناسبة تسمح بالتحكم في أكثر من 95% من مرض الربو. وقد تم تأكيد هذا التصور في لقاء الجمعية الدولية لأمراض الربو ,2003 المنظم أخيرا في مراكش إذ من خلاله أعلن البروفيسور فيليب دوفيليي المتخصص في أمراض الصدر عن ظهور نوع جديد من الأدوية ضد مرض الربو، وهي جمَّ فَُّىٌمِّكُُّْىجَمَّ (مضاد لوكوتريين). وهكذا فإن ارتفاع عدد الأيام بدون أعراض أوبدون ربو صعب مع غياب أي انحسار للأنشطة اليومية بالنسبة للمريض وبدون الاستيقاظ ليلي الذي يحدث اضطرابات في النوم للشخص الذي يعاني من هذا المرذ إذ تشكل كل هذه المواصفات مزايا أي علاج جديد في أفق التحكم الجيد لمسلسل الالتهابات المرتبطة بالربو. وعلى مستوى الصحة العمومية، لمرض الربو تأثير سوسيو مهني ودراسي مهم جدا إذ يتمثل في فقدان خمسة ملايين يوم عمل في السنة بسبب الربو بفرنسا و25% من أسباب التغيب المدرسي. وتمثل المصاريف المرتبطة بالربو 1% من التكاليف الطبية الإجمالية للبلدان المتقدمة ما يعادل 8 مليار فرنك في فرنسان 2,6% مليار دولار بالولايات المتحدةالأمريكية. واليوم فإن بعض العوامل الجامعة للعدوى كالملوثات الهوائية والمهنية وعلى الخصوص بعض الوسائل التي تغذيها ميكانيزمات حساسة تأتي وراء حدوث الالتهاب الذي يؤدي إلى الربو. وهكذا فأثناء المرض الربوي يحدث إفراز لوسيط يدعى (لوكوتريين leucotriène) يؤدي إلى الالتهاب وينخر القصبات الهوائية التي تؤدي إلى الأعراض الأساسية للمريض المصاب بالربو وتسمم حياته. إن الربو مرض التهابي مزمن للقصبة الهوائية يؤدي لاختلالات مرضية يأتي في مقدمتها السعال والصفير وتعقيدات وصعوبات صدرية وتنفسية. وينبغي أن تكون مراقبة هذه الحالة المرضية الهدف الأساسي لأي علاج، ذلك أن الأمر يتعلق بتجنب حلول أي عارض سواء بالنهار أو الليل وتحديد العوامل المؤدية لذلك لتجنبها أو مراقبتها، ومتابعة مراحل الربو باستعمال الحد الأدنى من الأدوية. وهناك أمر أساسي يتمثل في أن العلاج العميق والدائم للربو ضروري ومطلوب لجميع المرضى بالربو، وهو يمثل مجموع الإجراءات الدوائية وغير الدوائية المتخذة خارج مختلف المراحل، مما يسمح بتجنب ظهور أعراض الربو، وتقليص ترددها وكثافتها ومن جهة أخرى تعتبر توعية المريض وكذا عائلته أو محيطه في المدرسة أو في العمل، أهم من العلاج نفسه. وإذا كان علاج الربو قد تطور خلال العشرين سنة الأخيرة باستعمال مختلف الوسائل العلاجية، فإن العلاج المتمثل في تناول قرص واحد في المساء يسمح للمريض بالتحكم في علاجه وبناءا على هذا، وفي حالة ما إذا كنتم تعانون من أعراض الربو، فلا تترددوا في مفاتحة طبيبكم واستشارته حتى يتمكن من تقديم الوسائل العلاجية الكفيلة بالتحكم الكلي لمرض الربو. الدكتور أنور الشرقاوي