حسب تقرير نشرته جريدة نيوزويك الأمريكية، فإن «هناك مخاوف من أن تنتقل الإصابة بالمرض إلى الإنسان» مشيرة إلى أن « المرض ينتقل بصورة خفية منذ ظهوره في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه يظهر على صورة سعال غامض والتهاب رئوي يتسبب في هلاك جميع أنواع سلالات الكلاب بما فيها كلاب الصيد، وأنه ينتقل بواسطة الكلاب التي تقوم بحك أنوفها في الشوارع أو تتقاسم شرب المياه مع غيرها من الكلاب». وكان أخطر ما نشرته الجريدة الأمريكية الشهيرة أن «فريق العلماء الأمريكيين اكتشفوا أن البشر قد يحملون هذا الفيروس على ملابسهم». وأضافت الجريدة أنه مما يزيد المخاوف من انتقال الفيروس إلى البشر أن « فيروس إتش 3 إن 8 يتحول خمس مرات كي يسمح له بالانتقال إلى الكلاب من الخيول، وإذا ما حدث له تحول أو تحولان آخران، فإنه قد يصبح غاية في الخطورة». ومما يزيد الأمر خطورة انتشار ظاهرة تربية الكلاب في كثير من البيوت على الرغم من أن مرضاً مثل داء الكلب والذي يؤثر بشكل مباشر على مخ الإنسان عند الإصابة به يمكن أن ينتقل إلى الإنسان من مجرد المداعبة أو القرب من الكلاب وليس من مجرد العض أو النهش . وهو ما يعني إمكانية انتقاله عن طريق الرذاذ، حيث ذهب فريق بالأكاديمية الأمريكية للمناعة، إلى القول إن هناك أمراضا كثيرة يمكن أن تنتقل عن طريق القبلة، وهي الأمراض التي تنتقل عن طريق الرذاذ والملامسة إذا كان الميكروب المسبب للعدوى موجوداً في الغشاء المخاطي للفم أو الحنجرة أو الشفتين حيث ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم . وأشار نفس الخبراء إلى أنه من أهم الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى بالفم أو من خلال الرذاذ والنفس أو ملامسة أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام، سواء الفيروسية منها أو البكتيرية أو الفطرية. وأهم تلك الأمراض والفيروسات هو فيروس البرد، وفيروس الأنفلونزا الشهير والذي ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب حيث ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب المنتشر في الهواء أثناء التنفس أو السعال أو العطس، وأيضاً عن طريق الملامسة لأسطح ملوثة بهذا الرذاذ . كما استبعدوا في نفس الوقت احتمال أن يكون الأنفلونزا سلاحاً بيولوجيا مثالياً خاصة أن عواقب ذلك غير مأمونة حتى على فاعلها . ويأتي الحديث عن أنفلونزا الكلاب في الوقت الذي أشار فيه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى انتشار وباء الكلاب في شمال الصين مما أدى للجوء الصين للقضاء على 37 ألف كلب في الشهر الماضي لمحاربة الوباء بعد أن أدى لوفاة 13 شخصاً منذ مطلع العام الحالي . وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن داء الكلب يودي بحياة أكثر من 55 ألف شخص سنوياً في العالم، وأن أكثر من 95 % من تلك الوفيات تقع في آسيا وأفريقيا. كما أن معظم الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب تحدث جراء التعرض لعضات الكلاب الموبوءة، وأن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يمثلون نسبة من 30 إلى 60 % من الضحايا. وتتشابه أعراض المرض مع أعراض الأنفلونزا العادية ومنها الحمى والصداع والتعب، ثم تتطور لأعراض تماثل ما يظهر جراء إصابة الجهاز التنفسي والجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي. وفي المرحلة الحادة تطغى على تلك الأعراض علامات فرط النشاط أو علامات الشلل الصامت ثم تتطور الأعراض لدى المصابين بالنوعين على حد سواء إلى شلل تام في آخر المطاف تعقبه الغيبوبة والوفاة في جميع الحالات جراء فشل تنفسي . وكانت بعض الدول العربية والعالمية قد أوصت بضرورة تنفيذ حملات موسعة للقضاء على الكلاب الضالة في شوارع المدن ، وذلك بعد أن أصبح وجودها يشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين.