ظهر نوع جديد من الأنفلونزا يعرف باسم أنفلونزا الكلاب أو ما يعرف اختصاراً بفيروس" إتش 3 إن 8". وجاء الإعلان عن المرض أمريكيا، ومن خلال إحدى شركات الدواء، بعد أن أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية مصادقتها على أول عقار معالج للفيروس، مشيرة إلى أن "أول ظهور له كان منذ خمس سنوات، وأنه ربما يكون قد انتقل من الخيول إلى الكلاب، دون أن تحدث أي إصابة للبشر حتى الآن"، نقلا عن تقرير لصحيفة "الوطن" السعودية السبت 18-7-2009. وحسب تقرير نشرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، فإن "ثمة مخاوف من أن تنتقل الإصابة بالمرض إلى الإنسان"، مشيرة إلى أن "المرض ينتقل بصورة خفية منذ ظهوره في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه يظهر على صورة سعال غامض والتهاب رئوي يتسبب في هلاك جميع أنواع سلالات الكلاب، بما فيها كلاب الصيد، وأنه ينتقل بواسطة الكلاب، التي تقوم بحك أنوفها في الشوارع، أو تتقاسم شرب المياه مع غيرها من الكلاب". وكان أخطر ما نشرته الجريدة الأمريكية الشهيرة أن "فريق العلماء الأمريكيين اكتشفوا أن البشر قد يحملون هذا الفيروس على ملابسهم". وأضافت أنه مما يزيد المخاوف من انتقال الفيروس إلى البشر أن "فيروس إتش 3 إن 8 يتحول خمس مرات؛ كي يسمح له بالانتقال إلى الكلاب من الخيول، وإذا ما حدث له تحول أو تحولان آخران، فإنه قد يصبح غاية في الخطورة". ويأتي الحديث عن أنفلونزا الكلاب في الوقت الذي أشار فيه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى انتشار وباء الكلاب في شمال الصين؛ مما أدى للجوء الصين للقضاء على 37 ألف كلب في الشهر الماضي؛ لمحاربة الوباء، بعد أن أدى لوفاة 13 شخصاً منذ مطلع العام الجاري". وأشارت المنظمة، في تقريرها، إلى أن "داء الكلب يودي بحياة أكثر من 55 ألف شخص سنوياً في العالم، وأن أكثر من 95% من تلك الوفيات تقع في آسيا وإفريقيا. كما أن معظم الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب تحدث جراء التعرض لعضات الكلاب الموبوءة، وأن الأطفال دون سن الخامسة عشرة يمثلون نسبة من 30 إلى 60% من الضحايا". وتتشابه أعراض المرض مع أعراض الأنفلونزا العادية، ومنها الحمى والصداع والتعب، ثم تتطور لأعراض تماثل ما يظهر جراء إصابة الجهاز التنفسي والجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي. وفي المرحلة الحادة تطغى على تلك الأعراض علامات فرط النشاط أو علامات الشلل الصامت، ثم تتطور الأعراض لدى المصابين بالنوعين على حد سواء إلى شلل تام في آخر المطاف، تعقبه الغيبوبة والوفاة في جميع الحالات جراء فشل تنفسي". وتصيب أنفلونزا الكلاب (إتش 3 إن 8) كلاب الصيد بصفة خاصة. وتؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي وقد تفضي إلى موت الكلب. وظهر المرض وتم عزله في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالتحديد في فلوريدا عام 2004. وتوقع العلماء والمؤرخون أن هذا النوع من الأنفلونزا قد تسبب في وباء بشري، إما في عام 1889 أو عام 1900، وتختلف أقوال المصادر حول هذا التاريخ، إلا أن الملفت للنظر أن دراسة أجريت في عام 1997 أثبتت أن عدوى هذه الأنفلونزا أصابت ربع عدد طيور البط الموجودة في العالم. وذكرت الدراسة أن العدوى يمكن أن تنتقل بسهولة بين حيوانات معينة؛ مثل الخيول أو الطيور.