ما أحوجنا في العالم العربي إلى الحفاظ على ثراتنا العربي، بالنظر لما عرفه ثراث العراق من إتلاف وتهريب وضياع، ما أحوجنا إلى الحفاظ على ثرا ثنا العربي بالنظر إلى ما يقع في فلسطين من تهويد وطمس ومسح لكل وجود الثراث العربي بها، هذا ما جاء في كلمة مقتضبة لممثل الاسيسكو بالمغرب خلال ندوة انعقدت مساء أمس الأربعاء 15 يوليوز بالرباط للإعلان عن انعقاد الاجتماع الرابع "لمشروع ذاكرة العالم العربي" ابتداء من 17 من الشهر الجاري إلى غاية 19 منه، في قصر المؤتمرات بفاس، بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين وممثلين ل 22 دولة عربية ومنظمات دولية مهتم بمجال الثراث. فبمبادرة من مؤسسة الأندلس التي يترأسها محمد عزيز الشفشاوني الموجود مقرها بمدينة الرباط، وزارة الثقافة، ومركز توثيق الثراث الحضاري والطبيعي بجمهورية مصر العربية، يأتي هذا الاجتماع الرابع بهدف عرض الأعمال والمنجزات التي تم تحقيقها في إطار "مشروع ذاكرة العالم العربي" الذي تصل مدة انجازه إلى أربع سنوات بميزانية تصل في مرحلتها الأولى إلى 660 ألف أورو. كما يتم تنظيم هذا الحدث بحضور ممثلين عن منظمات الإسيسكو والاليكسو ومنظمة المدن العربية، وأعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية ووكلاء وزارات الثقافة العربية وممثلين من المراكز الثقافية العربية على سبيل المثال لا الحصر مركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، مركز تريم للتراث بسوريا، مكتبة الأزهر الشريف بمصر. ويذكر على أن اللجنة التنفيذية لهذا المشروع عقدت ثلاثة لقاءات من قبل، أولها كان في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة في سنة 2007 ، تماشيا مع رؤية مجلس الوزراء العرب للاتصال وتكنولوجيات المعلومات، خلال ندوة في الدوحة بقطر سنة 2006، التي أكدت على أهمية وضع مشاريع إستراتيجية للحفاظ على الثراث العربي، والاجتماع الثاني للجنة التنفيذية كان في دمشق بسوريا، أما بالنسبة للقاء الثالث فكان في القاهرة بمصر في يناير 2009 . وأوضح منظمو هذا اللقاء في ندوة صحفية بالمكتبة الوطنية بالرباط، على أن مشروع ذاكرة العالم العربي يروم تجميع وتوثيق الثراث العربي سواء المادي منه أو المعنوي، والعمل على رقمنته وذلك باستخدام احدث تقنيات الاتصالات والمعلومات ونشرها على شبكة الانترنت للحفاظ عليها وتعريف الأجيال الجديدة بها وان يتولى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي تنفيذه، وسيتم تخصيص بوابة إلكترونية لهذا الغرض، ليصبح الثراث العربي ثراثا محفوظا وفي متناول جميع الأجيال بل العالم بأسره، وسيركز هذا المشروع على ما يميز الأقطار العربية، وسيهتم في نفس الوقت بالثراث المشترك، دون أن يغفل خصوصيات كل قطر عربي التي يتسم بها. كما أن الاجتماع الرابع لهذه اللجنة التنفيذية المنعقد بفاس، سيعرض فيه الدكتور محمد الشرقاوي مدير المشروع، الانجازات والمراحل المتوصل إليها، وسيقدم الدكتور فتحي صالح مدير مركز توثيق الثراث الحضاري والطبيعي عرضا حول توثيق الثراث في عصر الرقمنة، بالإضافة أن هذا اللقاء سيشهد عرض مقترح إستراتيجية رقمنة ثراث المملكة المغربية والذي سيقدمه محمد عزيز الشفشاوني رئيس مؤسسة الأندلس، هذا فضلا على عرض حول رقمنة المخطوطات بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وبرنامج مشترك ما بين وزارة الثقافة المغربية والأمم المتحدة، اليونسكو حول الثراث الثقافي والتنمية، وعرض حول قواعد البيانات الخاصة بمحاور الثراث. وسيعرف لقاء فاس كذلك عدة ورشات تخص الثراث الموسيقي، الثراث المصور، ونضم المعلومات، الثراث المعماري، الثراث المخطوط، الخط الزمني، و الثراث الشعبي، وسيتمخض عن هذا اللقاء توصيات تهم أعمال هذه الورشات، وفي آخر يوم الأحد 19 يوليوز سيتم عرض الخطة المستقبلية لمشروع ذاكرة العالم العربي. كما سيتم بناء نموذج للبوابة الالكترونية للتراث العربي وإطلاقها على الشبكة الدولية (الانترنت ) باللغتين العربية والانجليزية عقب انتهاء فعاليات الاجتماع بالمغرب، وتنقسم البوابة إلى ثلاثة محاور هي خريطة العالم العربي وقواعد البيانات والخطوط الزمنية المشتركة التي تربط بين العصور التاريخية المختلفة للأقطار العربية.