عالم الحيوان مليء بالعجائب والطرائف والأسرار التي تدل على إبداع صنع الخالق وحكمته، فالحيوانات تتشارك مع الإنسان وتقاسمه في صفات كثيرة من بينها الشبق الجنسي، والحيل للوصول إلى الأنثى التي يريدها، وقد تلعب الطبيعة دوراً رئيسياً في تطوير وسائل الاتصالات بين الحيوانات، ورغم أن بعضها يفضل أحيانا الحياة المنفردة، إلا أنها تحتاج من حين لآخر إلى الاتصالات مع الجنس الآخر في وقت التناسل على الأقل. وفي الزواج توجد بعض الأشياء الطريفة والعجيبة في سلوك بعض الحيوانات. نقترح على القراء مجموعة من الأخبار تحمل تشويقا وغرابة في نفس الوقت. نوع من النمل لا يحتاج إلى ذكر أفاد باحثون بأنه يوجد نوع من نمل الأمازون قد تطور بشكل تخلى معه عن الجنس وتحول كله إلى مجتمع من الإناث، ويتكاثر هذا النوع من النمل، المعروف باسم "ميكوسيبوروس سميثي" من خلال استنساخ الملكات لإنتاج إناث متطابقات جينياً. وأكدت البروفيسور آنا هيملر البروفيسور في جامعة أريزونا، أن هذا النوع أطلق عليه "عالم بدون جنس"، حيث وجد أن البصمة الوراثية لكل النمل متطابقة ومستنسخة من الملكة، مشيرة إلى أنه بدراسة هذه الحشرات وجد أنها غير قادرة على التلاقي الجنسي. وأوضحت هيملر أنه توجد في مجتمعات الحشرات عدة أنواع من التكاثر، ولكن هذا النوع من النمل تطور بشكل ثوري غير معتاد، مؤكدة أنها بمعية زملائها لا يعرفون لماذا أصبح هذا النوع أحادي الجنس مئة في المئة، وكم من الزمن تطلب الأمر لتحقيق هذا التطور؟ وخلصت هيملر إلى أنه سيتم إجراء المزيد من التجارب الجينية لتحديد كم تطلب الأمر من الوقت لحدوث هذا التطور الثوري غير المعتاد، فهناك ميزة للحياة بدون جنس، موضحة أن ذلك يؤدي إلى "تجنب الكلفة الجينية لإنتاج الذكور، ومضاعفة الإناث المنتجات وبالتالي مضاعفة كل جيل بنسبة مئة بالمئة" . يذكر أن التنوع في عالم الحشرات ينتج أجيالاً أقدر على مقاومة الأمراض، وهو أمر لا يحدث في تجمعات الحشرات المستنسخة، فلو كانت هناك مشكلة في إحداها فإنها ستنتقل إلى الأخريات تلقائيا. الظبي يعبر عن رغبته بـ"طقطقة" ركبته وقد توصل علماء من جمعية لندن لعلوم الحيوان وجامعة كوبنهاغن، إلى أن الطاووس يظهر رغبته الجنسية بنشر ريشه على شكل مروحة، أما الظباء ، على ما يبدو، فتعبر عن تلك الرغبة بطقطقة ركبتها. وأشار الباحثون إلى أن الحركة الصادرة عن الركبة تدل على رغبة الظبي في ممارسة الجنس، مؤكدين أن هذا الصوت يحدث عندما ينزلق وتر في ساق الظبي فوق عظم من عظام الساق، ويمكن سماعه على بعد مئات الأمتار، ويقول أحد العلماء المشاركين في الدراسة إن مدى علو الصوت يدل على مدى رغبة الذكر. ويضاف هذا المؤشر غير المألوف إلى مجموعة أخـــرى من العلامات التـــي تتميـــز بها الظباء للدلالة عـلى حالتها؛ حــيث تشـيـــر طبقـــات الجلد تحت حـلقـــها إلى العمــــر، بينــمـا يشــيـر ســـواد شــعــرهــا إلى درجة عدوانيتها. العنكبوت وخدعة هدية الزواج وقد أكد علماء أن ذكر العنكبوت المحتال يلجاً إلى حيل من أجل إغراء أنثاه بالتقرب إليه من خلال افتعال الموت بعد أن يضع في فمه "هدية الزواج" والتي يمكن أن تكون ذبابة اصطادها الذكر لهذا الغرض، وعندما تنقض الأنثى على هذه الفريسة السهلة في فم الذكر "الميت" فإن الذكر يفاجئها بالانقضاض عليها في لمح البصر آخذاً وضع التزاوج. ووجد الباحثون أن 89 % من ذكور العنكبوت المحتال "بيسورا ميرابليس" التي استخدمت هذه الاستراتيجية تمكنت من التزاوج، مقارنة بـ %40 من الذكور التي لا تستخدم هذه الطريقة. وأشارت الدكتورة ترين بيلده المتخصصة في علم الأحياء بجامعة آروس، إلى أن هذه الاستراتيجية لم تكن معروفة بين أوساط الحيوان حتى الآن، إلا في التهرب من الحيوانات المفترسة، وهذه هي المرة الأولى التي يكتشف العلماء فيها أن بعض الحيوانات تستخدم هذه الطريقة للتزاوج. وأكد العلماء أن الذكور التي تحتال على أنثاها بافتعال الموت تلقح عدداً أكبر من بيض الأنثى نظراً لأن مدة التزاوج تكون أطول. إناث القرش تلقح نفسها تلقائيا أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن إناث سمك القرش يمكنها تلقيح نفسها تلقائياً، وإنتاج صغار القرش من دون الحاجة إلى ذكر. وأوضحت الدراسة أن التناسل التزاوجي بين الثدييات قد اعتمد على تحليل الحمض النووي لقرش ولد في 2001 في حديقة للحيوانات في نبراسكا، حيث ولد هذا القرش في خزان ضخم يحتوي على ثلاث من إناث القرش، التي لم تقترب أو تلامس أيا من ذكور سمك القرش لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبعد تحليل الحمض النووي للقرش أظهرت التقارير عدم وجود أي أثر للطرف الذكوري في خلايا القرش. وأوضح العلماء أن هذه الأدلة هي الأولى من نوعها التي تؤكد أن القرش يتناسل لا تزاوجياً. ومن جانبه أوضح بوب هيوتر مدير مركز أبحاث أسماك القرش في فلوريدا، أن هذه الظاهرة تكثُر بين جميع الفقاريات عدا الثدييات، فهي موجودة بين الطيور، والبرمائيات، والأسماك، والآن أصبحت موجودة بين أسماك القرش. يذكر أن عملية التكاثر اللاتزاوجية تكثر بين الحشرات وهي نادرة بين الطيور والبرمائيات. تزاوج يتم غالبا فى الظلام أظهرت دراسة علمية حديثة أن عملية تزاوج ذكر الاخطبوط الاسترالي تتم غالبا فى الظلام، لذا فإنه لايعرف ما اذا كان يتعامل مع ذكر أو أنثى إلا بعد أن يتحسس هدفه. ويتحقق التزاوج بعد أن يدس الاخطبوط أحد قوائمه في جسد الآخر، لذا فقد يغازل ذكر الاخطبوط خطأَ ذكراً مثله على أنه أنثى ، لكن هذا اللقاء ينتهي سريعاً وبشكل ودي، أما اللقاء بين ذكر الاخطبوط وأنثاه فقد يطول لأكثر من ساعة ونصف الساعة ليتأكد من نجاح عملية التخصيب. الفـئران والأنف الثانية كما اكتشف باحثون أمريكيون أن الفئران عندما تقرر التزاوج فإنها تستخدم عضوا أساسيا غير متوقع عبارة عن أنف ثانية تستطيع أن تميز بها بين جنس شريك العمر و«حالته الاجتماعية» وحتى إن كانت هناك مشاعر رومانسية متبادلة. وأوضح أحد الباحثين أن أنف الفأر الاساسية ربما تخبره بمكان الطعام، لكن عضواً منفصلاً اطلق عليه اسم "العظمة الأنفية" يفتح عالماً مختلفاً من الادراك الحسي، مشيراً إلى أن الأنف الثانية أو أنف التزاوج عبارة عن هيكل أنبوبي صغير جداً يشبه اللسان اكتشف في قاعدة الأنف الاساسية. أنثى الشمبانزي لا تصدر أصواتاً أثناء الجنس اكتشف باحثون بريطانيون أن أنثى الشمبانزي طورت تكتيكات خاصة لجذب أكبر عدد ممكن من الذكور من دون أن تلاحظ الإناث الأخريات. وأوضح الباحثون أن أنثى الشمبانزي تسعى لممارسة الجنس مع أكبر عدد ممكن من الذكور لكنها تسعى إلى عدم اصدار أصوات خلال ذلك لكي لا تكتشف الإناث الأخريات أمرها. ووجد العلماء أن أنثى الشمبانزي تطلق الدعوات للجماع بطريقة استراتيجية من أجل الحصول على حماية ودعم الذكور في حال قيام أي اعتداء من مجموعة قردة أخرى، وبخاصة من الإناث، واكتشفوا أنها تطلق هذه الأصوات والدعوات للجماع خلال الفترة المرتبطة بالخصوبة وليس بإمكانية الحمل. يذكر أن أنثى الشمبانزي لا تطلق هذه الأصوات إلا عندما تكون محاطة بعدد أكبر من الذكور، لكنها تخفي نشاطها الجنسي عندما تكون الإناث الأخريات قريبة.