تسعون دقيقة كانت كافية لتسقط ورقة التوث التي طالما ستر بها لومير عورات الفريق الوطني المغربي . مباراة الطوغو أظهرت أن اللعب الواقعي، اللعب الذي يستحضر انتظارات الشعب هو اللعب الكفيل بتحقيق فرحة الشعوب، وقد شاهدنا كيف عبر الحاضرون من الطوغو عن فرحتهم ورأينا كيف خرج آلاف المشجعين جاءوا من مختلف المدن المغربية وهم يكتمون حزنهم وإحباطهم . لأن مشرفا عاما على المنتخب الوطني جعل من المنتخب المغربي ملكا خاصا له يعيث فيه فسادا. وقد شاهد المغاربة كلهم كيف قاد لومير هذه المباراة التي كان فيها لاعبا كالحمداوي غير قادر على جر رجليه، وشاهدناه كيف رفع كرة الى عنان السماء من ركلة جزاء، وهو أحسن لاعب بهولندا، وشاهدنا كيف أن لاعبين محترفين كانوا يجرون من أجل الجري فقط، وعلمنا علم اليقين إن لومير لايملك أدوات تاكتيكية قادرة على قراءة اللعب وإيجاد الحلول الآنية. فسيادته ظل واقفا متسمرا في مكانه، وكأن الفريق الوطني لايعاني من أي خلل، في حين كانت أوصال الفريق متقطعة، والخطوط لاتتكلم لغة واحدة وغياب الانسجام كان هو الخاصية بين اللاعبين (الشافني، الحمداوي، خرجة، الأحمدي). المشرف العام لم ينتبه الى ذلك الفراغ القاتل الذي كان يعرفه وسط الميدان، ولم يعرف أن الفريق الطوغولي سهل عليه المهمة بالانكماش في الدفاع بخمسة مدافعين وأربعة في الوسط ومناور واحد. الحقيقة ان المدرب الطوغولي جان تيسيين عرى الوجه الحقيقي للومير، وجعله يعدم كل الحلول. لومير لم يخسر احترام الجمهور فقط ولكن خسر أيضا الصحافة الوطنية، التي قاطعته خلال الندوة الصحفية، ولم يكن ذلك احتجاجا على التعادل ولكن على المعاملة السيئة التي ظل لومير يتعامل بها مع الصحافة الوطنية، والتي حرمها من الوقوف عن كثب عن استعدادت الفريق الوطني وحقيقة أمره. هذه الحقيقة التي ظل يخفيها في معسكرات خارج الوطن، وانتصارات على أندية الهواة .الآن فقدنا حلم التأهل إلى كأس افريقيا ومعه التأهل الى كأس العالم وهما حلمان وعد بإهدائهما للمغرب. الكرة الآن في مرمى الفاسي الفهري الذي دشن مهمته بانكسار صعب وبإحباط كبير للشعب المغربي فهل سيستمر في إعطاء الفرصة للومير أم أنه سيستمع الى نبض الشارع المغربي ويغير المنكر؟.