الفوز بلقب الكالشيو هدف جينوا هذا الموسم لا خيار لنا سوى الفوز على الغابون والكاميرون ليس من السهل اللعب في البطولة الإيطالية أضعنا فوزا في المتناول أمام الطوغو لو إستمر الزاكي مدربا لكنا أول المؤهلين لمونديال 2010 أوضح الحسين خرجة نجم جينوا الإيطالي والمنتخب المغربي أن مواصلة مشواره وبكل نجاح للموسم التاسع على التوالي في البطولة الإيطالية لم يأت عن طريق الصدفة، وإنما جاء بفضل الجهد الخارق الذي يبذله فكريا وبدنيا، مشيرا إلى أن حلمه الكبير هذا الموسم هو التتويج بلقب الكالشيو رفقة جينوا، ولعب أدوار طلائعية في كأس الإتحاد الأوروبي، والتأهل رفقة الأسود إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم أنغولا 2010· المنتخب: واجهتم منتخب الطوغو بلومي وضيعتم فوزا كان في المتناول، ما هو تقييمكم لهذه المواجهة خاصة على المستوى التقني؟ خرجة: في واقع الأمر جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة قدموا كل ما لديهم أمام منتخب الطوغو وكان الأمل هو إنتزاع ثلاث نقط من قلب لومي، طالما أن الفوز كان هو خيارنا الوحيد، ورغم الغيابات الإضطرارية بسبب الإصابات التي لحقت العديد من العناصر الأساسية فقد لعبنا بدون مركب نقص· المنتخب: ولكن لماذا تأخرتم في الدخول للمباراة؟ خرجة: الهدف المبكر والمفاجئ في الدقائق الأولى لمنتخب الطوغو أربك حساباتنا وعطل إحكام سيطرتنا على المباراة، ورغم كل ذلك خلقنا مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، إلا أن الحظ عاكسنا فلم نستطع ترجمتها إلى أهداف، خاصة بواسطة يوسف حجي ومروان الشماخ، لكن وفي الدقائق الأخيرة من المباراة نجح المهاجم الموهوب عادل تاعرابت وبفضل مجهود فردي وعلى طريقة اللاعبين الكبار في إختراق دفاع الطوغوليين وسجل هدفا ولا أروع·· المؤسف أن هذا الهدف جاء متأخرا ولم يترك لنا مساحة زمنية كافية لنسجل أهدافا أخرى، بخاصة بعد أن أظهر الطوغوليون محدودية فنية وبدنية في مجاراتنا· في واقع الأمر كنا الأفضل طيلة أشواط المقابلة وكان من الممكن أن نخرج فائزين لو استغلت كل الفرص التي أتيحت لنا بخاصة في الشوط الأول بواسطة يوسف حجي وفي الشوط الثاني بواسطة مروان الشماخ الذي كان يشكو من وعكة على مستوى عنقه وأصر على المشاركة في المباراة· المنتخب: لكن كانت هناك بعض الهفوات خاصة على مستوى الهجوم الذي كان بإمكانه حسم نتيجة المباراة لصالح المنتخب المغربي بالنظر لهشاشة الدفاع الطوغولي؟ خرجة: صحيح أن دفاع الطوغو أظهر محدودية كبيرة، ولكن نحن أيضا أظهرنا نوعا من المحدودية نتيجة الضغط الذي مورس في الفترة الأخيرة على كل اللاعبين جراء غياب النتائج الإيجابية، فلم نكن محظوظين بالمرة وهو ما خلق لنا نوعا من الإرتباك·· ورغم كل ذلك فالعناصر المغربية لم تكن سيئة أمام الطوغو· المنتخب: مشاركتك في مباراة الطوغو كان مشكوكا فيها، هل ضغطت على نفسك لتكون حاضرا بلومي؟ خرجة: صحيح أنني كنت أشكو من إصابة، وكانت مشاركتي في المباراة مهددة، إلا أنه بفضل الجهد الذي بذله الطاقم الطبي للفريق الوطني المغربي مشكورا تمكنت من المشاركة في مباراة الطوغو، وحاولت تقديم كل ما لدي لأن الوطن فوق كل إعتبار· المنتخب: كيف ترى المرحلة المقبلة خاصة وأن المنتخب الوطني مطالب بتحقيق فوزين الأول بالغابون والثاني بالمغرب أمام الكاميرون، إذا ما أردنا على الأقل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا؟ خرجة: في واقع الأمر المهمة صعبة وليست بالمستحيلة، فنحن مطالبون بتحقيق فوزينو الأول بقلب ليبروفيل أمام منتخب الغابون الذي سبق له أن هزمنا في المباراة الإفتتاحية بالدار البيضاء ومن واجبنا رد الدين لأبناء جيريس الذين يمرون بفترة فراغ، خاصة بعد هزيمتهم ذهابا وإيابا أمام منتخب الكاميرون الذي أصبح يتصدر المجموعة الأولى، ومن واجبنا كذلك تحقيق فوز ثان على منتخب الكاميرون بالمغرب، هذا إذا ما أردنا ضمان التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا· المنتخب: في رأيك الشخصي، ما هي الأسباب الحقيقية التي ساهمت في عودة منتخب الكاميرون إلى صدارة المجموعة الأولى بعدما كان يحتل الصف الأخير؟ خرجة: أولا وقبل كل شيء فالمنتخب الكاميروني يتوفر على مجموعة من اللاعبين الكبار الذين يلعبون في أكبر البطولات الأوروبية، إلا أنه سقط في فخ هزيمة غير منتظرة أمام الطوغو، ثم تعادل أمامنا بشق الأنفس بالكاميرون في مباراة كان فيها المنتخب المغربي الأقرب للفوز·· نقطة التحول كانت في تعاقد الجامعة الكاميرونية مع المدرب الكبير بول لوغوين الذي ساهم بفضل تجربته وحنكته في إعادة الثقة لمنتخب الكاميرون الذي عاد بفوز مستحق من الغابون وحقق نفس النتيجة بالكاميرون، مما مكنه من تصدر المجموعة الأولى· وأعتقد بأن منتخب الكاميرون يملك كامل الحظوظ للتأهل إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا· المنتخب: كان لكم أول لقاء رسمي مع الطاقم التقني الجديد المشرف على الفريق الوطني، ما هي إنطباعاتك الشخصية بكامل التجرد؟ خرجة: هو طاقم تقني مغربي مكون من أربعة أطر، أعرف جيدا عبد الغني الناصري الذي كان مساعدا للزاكي بادو في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004، الطاقم الجديد بقيادة حسن مومن حاول توفير كل الأجواء الممكنة في مباراة الطوغو، كل اللاعبين حاولوا مساعدة الطاقم التقني وبشكل إيجابي للقيام بمهامه، لكن الحظ عاكسنا، وأنا شخصيا أؤمن بعامل الحظ في كرة القدم· المنتخب: برأيك، هل تغيير المدربين هو السبيل الوحيد لإستعادة الأسود توازنهم؟ خرجة: في العادة أن تغيير المدربين ظاهرة غير صحية، لكن عندما تستعصى النتائج يصبح المسؤول مطالبا بتغيير المدرب، من أجل ضخ دماء جديد في شرايين المنتخب·· دعني أؤكد لك أن المنتخب المغربي ليس ضعيفا رغم النتائج المسجلة، نحن نضم خيرة اللاعبين الذين يمارسون في أفضل البطولات الأوروبية، لكن الحظ هو ما يعاكسنا، وهذا بشهادة الجميع، ما ينقصنا هو تذوق حلاوة أول فوز وهو ما نتمنى تحقيقه أمام الغابون والكاميرون من أجل إسعاد الجمهور المغربي الذي يستحق منا الشيء الكثير· المنتخب: في رأيك لماذا تراجع مستوى منتخبنا الوطني؟ خرجة: نتائج المنتخب المغربي ما تراجعت إلا لأن هناك عوامل ظهرت في مقدمتها غياب الإستقرار التقني، شخصيا كنت ضد التخلي عن المدرب بادو الزاكي لكونه نجح في بناء تشكيلة نموذجية كانت قد بلغت نهاية كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004 وكنا الأقرب للتأهل إلى مونديال 2006، لكن عوامل خارجية كانت وراء إقصائنا وبشرف·· بعد ذلك أزحنا الزاكي وبدون سبب مقنع وحسب ما يقال فإن ذلك جاء تبعا لنزوات خاصة، لو إستمر الزاكي كمدرب للأسود لكان المنتخب المغربي ضمن المنتخبات المؤهلة لمونديال 2010 لأن الرجل يتوفر على خبرة كبيرة· المنتخب: كيف جاء إنتقالك إلى نادي جينوا الإيطالي؟ خرجة: كانت لدي عروض من إسبانيا، ألمانيا، فرنسا وإيطاليا، لكن وبحكم معرفتي الجيدة بالبطولة الإيطالية التي تعد من خيرة البطولات الأوروبية فضلت نادي جينوا لأن رئيس الفريق تشبت بي وأصر على إنتدابي، حيث كان العرض المادي في المستوى، إذ بلغ 8 ملايين أورو، حصل فريقي سيينا على 5 ملايين أورو وثلاثة لاعبين بقيمة 3 ملايين أورو ومدة العقد أربع سنوات· المنتخب: ما هي الأسباب الحقيقية التي كانت وراء غيابك عن التشكيلة الأساسية لنادي جينوا الإيطالي في بداية البطولة؟ خرجة: فريق جينوا وخلال هذا الموسم قام بمجموعة من الإنتدابات الوازنة لكونه يطمح للعب أدوار طلائعية ولما لا الفوز بالبطولة، وتواجد عدد كبير من اللاعبين الكبار يخلق نوعا من المنافسة الشريفة التي تعود بالنفع على الفريق· بداية البطولة الإيطالية لهذا الموسم صادفت شهر رمضان الأبرك، ومدرب جينوا يعرف جيدا أنني من اللاعبين الذين يلتزمون بالصوم خلال شهر رمضان، ومن أجل الحفاظ على خصوصيات هذا الشهر العظيم غبت عن جينوا في المباراة الأولى والثانية، لكن خلال الجولة الثالثة وأمام نادي نابولي أقحمني المدرب في الجولة الثانية مكان ميلانو وتمكن من تسجيل الهدف الرابع في شباك نابولي من ضربة جزاء مكننا من مواصلة تصدر البطولة الإيطالية أمام أندية كبيرة· المنتخب: ما سر تألق جينوا في البطولة الإيطالية هذا الموسم؟ خرجة: فريق جينوا من الأندية الإيطالية التي لعبت أدوارا طلائعية خلال الموسم الماضي، حيث أنهت الترتيب في المركز الرابع وبكل إستحقاق بفضل عروضها الجميلة ونتائجها المبهرة، وخلال هذا الموسم قام رئيس الفريق بانتدابات كبيرة ووازنة الهدف منها المنافسة على لقب البطولة، وبفضل الخطة المحكمة التي سطرها رئيس النادي ومدرب الفريق نجد أن جينوا يسير في خط تصاعدي وإحتلالنا لزعامة ترتيب البطولة الإيطالية إنما يكافئ العمل المنظم والمبني على الإحترافية في كل شيء· المنتخب: الملاحظ أنك أصبحت مستأنسا بأجواء البطولة الإيطالية؟ خرجة: فعلا إستأنست بأجواء الكالشيو بعدما فرضت وجودي كلاعب رفقة العديد من الأندية الإيطالية التي لعبت لها منذ سنة 2001· في الحقيقة أجد نفسي مرتاحا هنا في إيطاليا بعد أن قضيت تسع سنوات، وأكثر من ذلك أنني إنتقلت إلى جينوا الذي له طموحات كبيرة تتمثل في الظفر بلقب البطولة الإيطالية، ولعب أدوار طلائعية في منافسات كأس الإتحاد الأوروبي، وأي لاعب يطمح أن يعيش طقوسها الخاصة· بطاقة خرجة الإسم الكامل: الحسين خرجة تاريخ الإزدياد: 09111982 الطول: 1,79م الوزن: 79 كلغ المركز: وسط الميدان النادي الحالي: جينوة (إيطاليا) الأندية التي لعب لها: ب·س·جيرمان أجاكسيو (فرنسا) سبورتينغ لشبونة (البرتغال) تيرنانا أ·س·روما بياتشينزا سيينا (إيطاليا)· مشواره الدولي: عدد مبارياته الدولية : 58 عدد أهدافه الدولية: 5 أول مباراة دولية: المغرب الغابون: (20) 20062003 شارك في كأس إفريقيا: سنوات 20042006 و2008· وصيف بطل إفريقيا لسنة 2004 مع المغرب·