8 ملايين أورو قيمة انتقالي لجنوة اللاعبون معنيون بمساعدة الطاقم التقني الجديد بات الحسين خرجة إسما مألوفا في البطولة الإيطالية إذ سيظهر على ملاعب الكالشيو للموسم التاسع على التوالي، والمحطة الجديدة ستكون جنوة الفريق الظاهرة في الموسم الماضي، حيث يعتز كونه من اللاعبين العرب والأفارقة القلائل الذين استطاعوا أن يصمدوا طول هذه المدة في بطولة لا تعترف إلا بالجدية والقوة والصمود· وإذا كان رهان الحسين خرجة هو التوقيع على موسم جيد مع فريقه أكان في البطولة الإيطالية أو في كأس الإتحاد الأوروبي، فإن الرهان الآخر الذي ينتظره يكمن في إعادة التوازن للمنتخب المغربي في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا، رهان يبدو صعبا بالنسبة للحسين خرجة لكنه ليس مستحيلا، وهو ما يؤكده خلال هذا الحوار إلى جانب مواضيع أخرى· المنتخب: واجهتم الكونغو وديا يوم الأربعاء الأخير، ما هو تقييمكم لهذه المواجهة خاصة على المستوى التقني؟ - الحسين خرجة: كما تابعتم مستوى المنتخب المغربي كان على العموم جيدا، رغم البداية الصعبة في المباراة، إلا أننا تمكنا من العودة في المباراة وخلقنا مجموعة من الفرص، وكان من الممكن أن نخرج فائزين لو استغل اللاعبون جل الفرص التي أتيحت لهم خاصة في الشوط الثاني، على العموم كانت مباراة ودية استعدادا لمواجهة الطوغو حيث أعطت فكرة للطاقم التقني الجديد على مستوى اللاعبين وجاهزيتهم· المنتخب: لكن كانت هناك بعض الهفوات على صعيد الأداء بغض النظر عن نتيجة التعادل بالميدان أمام منتخب لا يصنف ضمن المنتخبات الإفريقية القوية؟ - الحسين خرجة: صحيح أن المباراة عرفت بعض الهفوات والثغرات، لكن ذلك يبقى من الأمور العادية خاصة أن المنتخب المغربي عرف بعض المتغيرات التقنية والبشرية، المباريات الودية إنما تجرى لمثل هذه الأشياء حيث تكون الفرصة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت في المباريات الرسمية لأنه الهاجس الذي كان يؤرقنا بين ما نقدمه في المباريات الودية والرسمية· المنتخب: مرة أخرى لم يكن الهجوم فعالا أمام الكونغو، حيث كرست هذه الجبهة معاناتها في المباريات الرسمية الأخيرة والأكيد أن ذلك يزيد من الصعوبات في المباريات المقبلة؟ الحسين خرجة: ليس لهذا الحد، المنتخب المغربي يضم خيرة المهاجمين أكدوا مواهبهم في العديد من المناسبات، هو مشكل تعيشه كل خطوط المنتخب المغربي، مشكل متعلق بالضغط الذي مورس في الفترة الأخيرة على كل اللاعبين جراء غياب النتائج الإيجابية التي أبت إلا أن تعاندنا وهو ما خلق لنا نوعا من الإرتباك خاصة أن الجمهور المغربي امتعض كثيرا من نتائجنا في مباريات التصفيات، نحاول جاهدين كما أشرت نفض غبار كل الأخطاء تأهبا للمرحلة القادمة· المنتخب: حتى على مستوى الثقة التي كان من الممكن الإستفادة منها بعد النتائج السلبية لم تتحقق، ذلك أن المستوى لم يكن مقنعا؟ - الحسين خرجة: كما أشرت المباراة عرفت جملة من المتغيرات التقنية والبشرية، صحيح كانت هناك بعض الأخطاء في المباراة وفترة فراغ، لكن لا تنسى أننا كنا الأفضل وكان بالإمكان الخروج بنتيجة الفوز ذلك أن النتيجة على العموم لا تعكس المستوى الذي ظهرنا به ما أكد أن المنتخب المغربي سيكون بخير في المواجهة المقبلة· المنتخب: ربما الإستفادة ستكون على صعيد عودة بعض اللاعبين بعد غيابهم لأسباب مختلفة؟ - الحسين خرجة: طبعا هذه نقطة إيجابية حيث شهدت المباراة عودة مجموعة من اللاعبين للمنتخب المغربي نحن بحاجة لخدماتهم خاصة في المرحلة المقبلة، كان من المهم عودة كل اللاعبين ذلك أن المرحلة المقبلة تبدو جد صعبة وتلزم تكثل كل الجهود بغض النظر عن الجانب التقني، أعتقد أن عودة اللاعبين إلى المنافسة مع المنتخب المغربي أهم نقطة في هذه المباراة الودية، هذا يعني أن الأجواء باتت نقية بينهم بعد أن شابتها بعض المشاكل، اليوم نعيش أجواءا حميمية وكل اللاعبين طووا صفحة الماضي وعازمون كل العزم لعدم إدخار أي جهد لبلوغ النتائج المنشودة، وإن كان طبيعي وبعد كل أزمة نتائج أن تتوتر الأجواء وتطفو على السطح بعض المشاكل حيث جاءت هذه المباراة في موعدها لترميم عرين الأسود·· المنتخب: على مستوى مسار المنتخب المغربي في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا الأمور تمر بشكل مقلق، هل تعتقدون أن التأهل إلى المونديال أو حتى لكأس أمم إفريقيا ما زال قائما؟ - الحسين خرجة: بالطبع كل شيء ممكن، علينا أن نتشبث بأمل التأهل إلى المونديال وكأس أمم إفريقيا، سيكون من العبث أن نستسلم مبكرا، ما زالت هناك ثلاث مباريات متبقية ونجهل حاليا كيف ستسير النتائج المقبلة لخصومنا، صحيح أن النتائج المحصل عليها جاءت وفق ما لا نشتهيه، لكننا سنحاول قدر المستطاع تدارك الموقف في المباريات القادمة وإن كانت المهام لا تبدو سهلة، علينا الإيمان بحظوظنا والوقوف وقفة رجل واحد في المباريات المتبقية· المنتخب: البرنامج بدوره لا يخدم مصالح الأسود حيث ستخوضون مبارتين خارج القواعد ومباراة واحدة داخل الميدان؟ - الحسين خرجة: كل شيء ممكن ذلك أنه في بعض المباريات يكون من الأفضل إجراء المباراة خارج الأرض، علما أننا قدمنا مباراة في المستوى أمام الكاميرون وكان بالإمكان أن ننهيها فائزين لو استغل اللاعبون الفرص المتاحة·· علينا أن نجاري مباراة بمباراة والأهم بالنسبة لنا أن نسجل النتائج الإيجابية ونتفادى الخسارة· المنتخب: كيف ترى المرحلة المقبلة بمبارياتها الثلاث؟ - الحسين خرجة: سأنعتها بمباريات سد وسنسعى لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط ولما لا النقاط التسع· البعض يراها مستحيلة، لكن في الأخير نجد أنفسنا مضطرين للتشبث بالحظوظ وعدم الإستسلام، ولم يعد مسموح لنا بالخطإ لا أعتقد أن المنتخب المغربي وحده من يجد المرحلة المقبلة صعبة، بل إن كل المنتخبات مضطرة لبذل كثير من الجهد لبلوغ الأهداف المنشودة· المنتخب: أولى الرهانات ستكون أمام الطوغو·· أكيد أنها المواجهة القفل للمرحلة القادمة التي تحدثت عنها؟ - الحسين خرجة: فعلا هي المحطة الأولى ضمن المرحلة القادمة، مواجهة صعبة كباقي المواجهات المتبقية المفروض أن نسجل بها نتيجة إيجابية تضمن لنا مواصلة السير بنجاح، وأي نتيجة سلبية ستجعل وضعيتنا أكثر صعوبة وستضعف من حظوظنا داخل المجموعة· المنتخب: الأجواء هي الأخرى لن تساعدكم حيث ستجرى المباراة بالأدغال الإفريقية بعد الزوال حيث الحرارة مفرطة في شهر الصيام؟ - الحسين خرجة: فعلا الأجواء لن تساعدنا في المباراة، لكن في الأخير سنضطر للتأقلم مع الأجواء وتذويب كل الصعاب التي تصادفنا في المباراة، لكن يحسب لأغلب اللاعبين أنهم تعودوا على مثل هذه المواجهات والعراقيل، فكما أشرت أن الكل عاقد العزم لعدم ادخار أي جهد من أجل العودة بنتيجة إيجابية· المنتخب: عدم إدخار أي جهد يعني أيضا تكثلكم أنتم اللاعبون ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار·· - الحسين خرجة: تقصد المشاكل التي أثارها اللاعبون في المرحلة الأخيرة، فيما يخص الشماخ تحدثت وقتها معه وأكد لي أنه مصاب، هو لاعب محترف ومواظب وإذا قال أنه مصاب فهو فعلا كان مصابا وعودته اليوم تؤكد أنه متعلق بالوطن، بالمقابل أن بعض اللاعبين غادروا المنتخب المغربي في عز التصفيات، أعتبر ذلك عملا غير مسؤولا وأمثلة لا يجب الإقتداء بها، لكننا اليوم كل شيء تغير بعد أن طوينا صفحة الماضي، علينا مساعدة المنتخب الوطني والنظر إلى الأمام هذا هو الأهم لدينا اليوم· المنتخب: كيف تقبلت إقالة المدرب روجي لومير، هل كنت تنتظر رحيله ؟ - الحسين خرجة: كما هو متعارف عليه فعندما تسوء النتائج فإن أصابع الإنتقاد غالبا ما تصوب نحو المدرب·· حققنا نتائج غير منتظرة خسرنا في الجولة الأولى أمام الغابون وتعادلنا بعقر الدار أمام الطوغو، وإن كان اللاعبون هم أيضا يتحملون قسطا من النتائج السلبية، لكن عند الأزمات التقنية فإن المدرب هو من يتحمل المسؤولية وإن كان لومير وفتحي جمال قد قاما بعمل جيد لكن هذه هي سنة كرة القدم· المنتخب: لكن داخل قرارة نفسك، هل انتظرت إقالة لومير؟ - الحسين خرجة: عندما تسوء النتائج السلبية يجب انتظار كل شيء ليس فقط على المستوى التقني، بل أيضا على صعيد اللاعبين، اليوم نعيش مع طاقم تقني جديد سيعهد له قيادة المنتخب المغربي في الفترة القادمة، نتمنى أن نحقق معه أفضل النتائج· المنتخب: كان لكم أول لقاء مع الطاقم التقني الجديد للمنتخب الوطني، ما هي انطباعاتكم الأولية؟ - الحسين خرجة: هو طاقم مغربي مكون من ثلاثة مغاربة، أعرف جيدا عبد الغني الناصري، حيث كان مساعدا للمدرب بادو الزاكي في كأس أمم إفريقيا 2004 بتونس· الطاقم الجديد كله حماس لتقديم الإضافة المرجوة للمنتخب الوطني ونحن بدورنا نراهن على مساندته وجعله أكثر ثقة في المباريات القادمة في تجربة جديدة لمنتخبنا بتأطير من طرف أربعة مدربين· المنتخب: برأيك هل تغيير المدربين هو السبيل الوحيد لإستعادة توازن الأسود؟ - الحسين خرجة: تغيير المدربين ظاهرة صحية تعقب النتائج السلبية، كما قلت نحن مطالبون بمساندة الطاقم التقني والإجتهاد أكثر من جانبنا·· دعني أؤكد أن المنتخب المغربي ليس ضعيفا رغم النتائج المسجلة نحن نضم خيرة اللاعبين الذين يمارسون في أفضل البطولات الأوروبية لكن الحظ عارضنا، صحيح لم نكن محظوظين في المباريات الثلاث، كانت تنقصنا نجاعة الأهداف فكلما انتابنا تأخر في تسجيل الفوز كلما زاد الضغط علينا، ما ينقصنا هو تذوق حلاوة النقاط الثلاث وهو ما نتمنى أن يتحقق في المرحلة القادمة· المنتخب: انتقلت مؤخرا إلى نادي جنوة·· رهان آخر ينتظرك هذا الموسم، كيف ترى هذه المحطة الجديدة؟ - الحسين خرجة: فريق جنوة من الأندية الإيطالية التي تألقت في الموسم الماضي حيث أنهت الترتيب في المركز الرابع وظهرت بمستوى واعتبرت ظاهرة الموسم بعروضها الجميلة ونتائجها الجيدة، هذا الموسم قام الفريق بانتدابات جيدة ورئيس الفريق وضع سيولة هامة وصرف الكثير من المال لجلب أفضل اللاعبين واللعب هذا الموسم على أدوار طلائعية بعد أن عزز صفوفه وتقوى عوده ضمن أندية الطليعة· المنتخب: هل كان عرض جنوة هو الوحيد أمامك؟ - الحسين خرجة: كانت لدي عروض أيضا داخل إيطاليا وأخرى من إسبانيا وألمانيا، لكن فضلت جنوة للأسباب المذكورة ناهيك أن رئيس الفريق تشبث بي وأصر على انتدابي حيث كان العرض المادي في المستوى أرضى جميع الأطراف، إذ بلغ 8 ملايين أورو حيث فريقي سيينا حصل على 5 ملايين أورو وثلاثة لاعبين بقيمة 3 ملايين أورو ومدة العقد أربعة أعوام· المنتخب: ماذا تنتظر من هذه المحطة الجديدة بعدما تنقلت ضمن عدة أندية؟ - الحسين خرجة: كباقي المحطات السابقة سأدخل مع الفريق بدافع اللعب في أكثر المباريات وتقديم الأفضل خاصة أن مسؤولي الفريق تابعوني بشكل جيد وأصروا على انتدابي لأنهم يعرفون إمكانياتي جيدا وأنا الذي قضيت سنوات كثيرة في البطولة الإيطالية أريد أن أقدم المستوى الذي ينتظره مني المسؤولون والطاقم التقني وجمهور جنوة· المنتخب: المشاركة في كأس الإتحاد الأوروبي مع الفريق تبقى لها أيضا نكهة خاصة؟ - الحسين خرجة: جنوة سيشارك في كأس الإتحاد الأوروبي وقد ألقته القرعة في مواجهة أودينس الدنماركي، تعرف أن المشاركة في مثل هذه المنافسات الأوروبية يبقى حلم أي لاعب نتيجة أجوائها وطقوسها الخاصة، لذلك تجدني سعيد وأنا أشارك في هذه المسابقة لأنها تدخل أيضا في إنجازات اللاعب·· أتمنى أن أذهب بعيدا مع جنوة ونتقدم في الأدوار· المنتخب: أكيد أن المنافسة على المراكز ستكون شديدة، هذا يتطلب منك جهدا كبيرا؟ - الحسين خرجة: المنافسة تعد جزءا من اللعبة، فأغلب الأندية تجد بها منافسة بين اللاعبين· علما أن جنوة وقياسا بالإنتدابات التي قام بها فإن المنافسة ستكون شرسة والمراكز تبقى جد عالية، لكن لا ضير ما دام ذلك يخدم مصلحة الفريق وكل لاعب جاهز إلا وسيحظى بثقة المدرب، هذا طبعا سيدفعني للعمل والجدية أكان في التداريب أو المباريات· المنتخب: يبدو أنك من اللاعبين الذين يستهويهم تغيير الأندية بعد أن حملت ألوان جملة من الفرق؟ - الحسين خرجة: فعلا حملت ألوان ستة أندية (سبورتينغ لشبونة، تيرنانا، روما، فياشانزا، سيينا، جنوة) وما زال أمامي الوقت لدخول محطات أخرى، اللاعب من جانبه يكون مضطرا لتغيير النادي حين تملي ذلك ظروفا خاصة لأنه في الأخير غالبا ما يبحث عن الإستقرار وتطوير إمكانياته وتحقيق أحلامه الذي يراها تتحقق عبر التغيير<· المنتخب: لكن الملاحظ أنك استأنست بأجواء الكالشيو حيث تمارس بهذه البطولة منذ 2001؟ - الحسين خرجة: فعلا استأنست بالأجواء الإيطالية بعد أن صار لي إسما بها· وإنتقالي لبطولة أخرى يعني البداية من الصفر، وما يتطلبه من إهدار للوقت لأستأنس بالأجواء، ثم إني أجد نفسي مرتاح البال هنا في إيطاليا بعد أن قضيت تسع سنوات وأكثر من ذلك أني إنتقلت إلى فريق جيد وطموح يلعب على الصفوف الأمامية· المنتخب: وإن كان لاعبون مغاربة قليلون من يطول بهم المقام في البطولة الإيطالية؟ - الحسين خرجة: فعلا ليس من السهل الإستئناس بالأجواء هنا، هي بطولة جد صعبة تتطلب من اللاعب التميز بعدة مواصفات، حيث الأسلوب التكتيكي هو ما يطغى عليها، على اللاعب أن يتحلى بالصبر والجدية لبصم إسمه في الكالشيو، أنا أعتز بكوني أعد سفيرا للكرة المغربية في بطولة تعد من أشهر البطولات العالمية· المنتخب: وإن كانت البطولة الإيطالية قد فقدت نوعا ما شعبيتها مقارنة بالبطولتين الإسبانية والإنجليزية؟ - الحسين خرجة: صحيح أن البطولة الإيطالية على مستوى النتائج أوروبيا قد تراجعت، حيث قبل سنوات كانت رائدة بدليل أن أسي ميلانو فاز مرتين مؤخرا بدوري أبطال أوروبا· هذا الموسم الأندية الوازنة قامت بانتدابات هامة وجلبت لاعبين جيدين، لكل بطولة خصوصيتها والكالشيو يبقى مشوقا بأنديته ومستواه المعهود والأكيد أن هذا الموسم ستعود الأندية الإيطالية إلى الواجهة الأوروبية<·