أصبحت سرقة الهواتف النقالة بحي ليساسفة تشكل «ظاهرة عادية» لدى العديد من الشباب . إذ يستمر لصوص الهواتف النقالة في «نشاطهم» دون أن يمنعهم مانع، علما بأن المنطقة تعرف كثافة سكانية مرتفعة يوازيها تهميش اجتماعي واضح ، وذلك رغم وجودها ضمن المجال الحضري للعاصمة الاقتصادية! إلا أن موقعها الاستراتيجي بالقرب من الحي الصناعي جعل من ساكنتها وزوارها على حد سواء خاصة النساء العاملات، ضحايا مفضلين لدى لصوص الهواتف المحمولة، مستغلين في ذلك وحسب العديد من الشكايات تواجد بعض المساحات الفارغة التي تقطعها اغلب العاملات وصولا لعملهن، اضافة إلى الازدحام الذي تعرفه ازقة الحي حيث الرواج التجاري! هذا وأجمع بعض المتضررين والمتضررات علي انه عادة ما يتواجد هؤلاء بين الضحايا منظمين في شكل عصابات تركز على النقط المهمة والآهلة بالناس، خاصة العنصر النسوي، كما هو حال القيسارية، الحي الصناعي، مكان وقوف الحافلات.. إلا ان الأدهى والامر انه قد يتم سرقة هاتفك الخلوي اثناء استقبالك لمكالمة او محاولتك الرد عليها، تقول احدى السيدات، فيما رأت زميلة لها بأن الظاهرة اتسعت نتيجة لغياب الأمن وعدم كفاية تحركاته! لقد اقتحم الهاتف النقال حياة المغاربة بصفة عامة منذ ما يزيد عن 10 سنوات، وسجل ارتفاعا في عدد المشتركين حسب تقارير الوكالة الوطنية للاتصالات، اذ بات في متناول جميع الفئات والشرائح المجتمعية، غير ان هذه النعمة اصبحت تشكل خطرا قائما على سلامة اصحابها في كل وقت وحين، حسب العديد من التصريحات. فخلال الأسبوع الماضي سجلت حالات سرقة تعرض خلالها مواطنون لسرقة هواتفهم النقالة، خاصة في صفوف العاملات بالحي الصناعي بليساسفة. هذا وحسب مصادر مطلعة، فإن المنطقة شهدت ارتفاعا مهولا في سرقة البورطابل، خاصة يومي السبت والاحد واواخر كل شهر، حيث ترد عشرات الشكايات متعلقة بالسرقة على المصالح الامنية بالمنطقة. غير ان ما يدعو للقلق لدى المتضررين ان العديد من اللصوص يتم القبض عليهم وتنجز بشأنهم محاضر الشرطة ، لكن بعد انقضاء مدة عقوبتهم يعودون من جديد الى مواصلة عملياتهم اللصوصية. والانكى من ذلك هو نشاط سوق الهواتف المسروقة بالبيضاء وهناك اماكن خاصة ببيعها دون أن تتحرك الجهات المسؤولة! من جهة أخرى اعرب عدد من المتضررين والمتضررات عن قلقهم بخصوص محتويات الهواتف الداخلية ، من صور شخصية وارقام هواتف خاصة، حيث يصعب الحصول عليها ولا حتى استعادتها ، مما يشكل متاعب اضافية للضحايا . هذا ووفق ما اكده بعض العاملين بوكالات الاتصالات بالمنطقة، فإن عدد المتضررين والمتضررات الذين يأتون للإخبار عن سرقة هواتفهم النقالة او الحصول على بطائق جديدة في ارتفاع مضطرد خاصة العنصر النسوي ،معتبرين ان ما يشجع على استمرار سرقة البورطابل هو وجود بعض المتعاملين مع اللصوص ممن يعملون على اقتنائها منهم بأبخس الاثمان لتتم إعادة تسويقها. وينصح بعض العاملين في هذا المجال مستعملي الهاتف النقال درءا للعبث بمحتويات الهاتف المسروق أو ماشابه ذلك اتباع بعض الخطوات الضرورية، منها : ضرورة حفظ الرقم التسلسلي للهاتف النقال، وفي حالة سرقته ينبغي الاتصال بمزود الخدمة للهاتف ومنحه رقم الهاتف التسلسلي ليتم إيقاف تشغيله نهائيا، حينها يصعب الاطلاع على محتوياته الخاصة ولو حتى بتبديل بطائق جديدة، وهناك تقنيات أخرى من المفيد الإطلاع عليها!