احتلال الملك العمومي ظاهرة منتشرة عبر شوارع مختلف المدن المغربية وتكون أحياناً بمعرفة السلطات المعنية المختصة في هذه المنطقة أو تلك، مع أداء واجب سنوي يدخل في خزينة الجماعة على شكل جبايات. وأحيانا يكون ذلك بالترامي على بعض الأمتار من طرف بعض التجار أو الحرفيين، طبعاً مع غض الطرف من السلطات المحلية، ومن حين لآخر، تقوم نفس السلطات ، لأسباب مختلفة، حسب الزمان والمكان، بحملات تطلق عليها أسماء معينة كتحرير الملك العمومي أو محاربة الباعة الجائلين، وما إلى ذلك. وقد استأنس الجميع مع هذا الوضع، فكاد أن يصبح طبيعيا! لكن ما هو غير طبيعي بالمرة هو أن يحتل البعض أمتاراً أو بقعة بكاملها هي في ملكية شخص آخر! ذلك ما وقع بمديونة للمواطن حسن اشتوك، الحامل للبطاقة الوطنية EB.15528، والساكن بدوار لبقاقشة الرقم 56 منذ سنة 1993، حين كانت البقع والأراضي المجاورة لمنزله خالية من أي بناء أو سكن، وبدأت تتوافد العائلات على هذا الدوار تدريجيا ابتداء من سنة 1998، حيث اقتنت بقعاً أرضية شيدت عليها منازل، فأصبح دوار لبقاقشة مملوءا بالدور المبنية عشوائياً. أفراد عائلة «ق» اقتنوا بدورهم البقع المجاورة لحسن اشتوك وعملوا على توزيعها وتقسيمها فيما بينهم، فأصبحوا يشكلون سكان زقاق بكامله، فكانت في البداية، علاقتهم مع حسن في أحسن حال، إلى أن عُرضت بقعة أرضية محاذية لمنزل حسن ومنزل عائلة «ق» للبيع، وبحكم تواجدها بين منزليهما، أخبرهم حسن برغبته في شرائها، فلم تمانع العائلة المجاورة ولم تبد رغبتها في اقتنائها. تمت عملية بيع تلك البقع الأرضية لحسن، وهي تحتوي على 100 متر مربع كمساحة، لكن بعد مدة من الزمن، أصبح أفراد عائلة «ق»، حسب شكاية أشتوك ، يترامون عليها تدريجيا. وحسب ما صرح لنا به المتضرر، بدأ الأمر بوضع عجلات مطاطية وبعض القطع الحديدية وعربة بدابتها. وبعد ذلك، تمادوا في الاستفزاز حيث عملوا على تشييد إسطبل عشوائي للمواشي على نفس البقعة! وكلما طلب منهم صاحب البقعة العدول عن أفعالهم، يكون نصيبه السب والشتم والتهديد، كما جاء في تصريح المتضرر لدى مصالح الشرطة عدد 2337 بتاريخ 2008/12/02. و«أمام إلحاحي على طلبي المشروع، زادوا في طغيانهم بالتحرش بأفراد عائلتي وتضييق الخناق عليهم، بغية دفعي الى مغادرة الدوار. لقد تعرضت عائلتي، الى الضرب والجرح تقدمت على إثر ذلك بشواهد طبية لي ولزوجتي ولأبنائي مدة العجز بها على التوالي: 22,22,27,28 يوما»! إلا أنه ورغم صدور الحكم عن المحكمة الابتدائية ، التي حسب رأي المتضرر، لم تنصفه في جلستها العلنية وهي تبت في القضايا الجنحية بتاريخ 2009/2/4 حكم عدد 1089 ملف عدد 08/10745، فإن العائلة التي ترامت على بقعته لاتزال مستمرة في الاحتلال، ومازالت تتعامل معه بكل عنف وتهديد، مدعية أنها لن تتنازل ولن تتراجع عن شبر من تلك البقعة، وأن لها يدا طويلة بالمنطقة !! إن عائلة حسن اشتوك تجدد ثقتها في العدالة، وقد استأنفت الحكم، وتنتظر إنصافها بعيدا عن أي تدخل كيفما كانت طبيعته!