عن مطبعة أنفو- برانت بفاس العامرة، صدر للشاعر المغربي عبد السلام المساوي عمل شعري جديد بعنوان دال مخالف للمعهود الشعري في تجربة صاحب «خطاب إلى قريتي»، و»سقوف المجاز»، و»عناكب من دم المكان»، و»عصافير الوشاية». ولعل هذه التسمية نابعة من رغبة المساوي في التوجه نحو الجدة والمغايرة، ليس فقط في عنوان المجموعة فحسب، بل في التأسيس الدلالي للمتن الإبداعي، وفي الشكل البصري الذي يوثق له الشاعر بجوار قبر أبي العلاء المعري .إن الانزياح نحو القصيدة بوصفها المكان الأبهى يرتبط برغبة المساوي توشيح المكان ببعد تاريخي ورمزي لا متناهي يعيد تأسيس الأمكنة بصريا عبر متخيل يفصح عن تفاصيله في كل قصيدة بشكل مختلف، في محاولة لإيجاد ترابطات جديدة بين هوية النصوص وجماليات التصوير الشعري الذي يستند في هذه المجموعة على قوة الأفكار التأملية. إنها مهمة الشاعر قبل أن ينصرف للبحث عن الشبيه، وعن المؤتلف والمختلف في» رعشة برد الملكوت منذ زمان»،» خد ما وهبتني في خطر»، لا تحدق في لغتي»، «كأس لم يغفرها إله»،» هذا حناه الشعر علي»،» موناليزا مغربية»، «يكفيك ليل»، «أما آن لهذا السرير أن يستريح»؟ «ضع علامة وانصرف». و ليس صوت الشاعر وحده من يحدد هذا العمل الشعري الذي يقع في ثمانية وتسعين صفحة، بل الصورة وبلاغة التعبير وتنويعات الإيقاع من أجل كتابة متعددة المعاني والدلالات.وهذا الجهد الإبداعي المؤسس على رغبة في الابتعاد عن المألوف هو ما جعل عبد السلام المساوي يشعر بيقين الشعر ويتحول إلى الرائي والمرئي.