احتضن قصر الموتمرات بالصخيرات أمس الجمعة الصخيرات، أشغال القمة الوطنية الأولى للابتكار، وذلك بمشاركة عدد من الفاعلين الاقتصاديين والخبراء والأكاديميين. وتميزت أشغال القمة، التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، كل من وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بكلمة ألقاها أحد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، باسمه واسم أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي، حيث أشار إلى أن الابتكار ليس مسألة تخص الباحثين فقط ولا المقاولات فقط، بل يقتضي تحقيق تعاون بين الطرفين من أجل تقديم منتوج يحترم معايير الجودة المطلوبة. وأوضح الشامي أن هذه القمة تأتي استكمالا للمجهودات التي تم إعطاء انطلاقتها شهر يوليوز من السنة الماضية. حيث أنيطت بفريق العمل مهمة وضع تصور شمولي من خلال الاستماع إلى مختلف الشركاء المتدخلين في هذا الشأن، سواء كانوا من خريجي الإدارة أو الجامعات أو مراكز البحث، أو قطاع المالية وكذا من المقاولات. منوها بالفرصة التي أتاحتها مؤسسة «إي.بي. إم»، التي ستعمل على مصاحبة الأشخاص المتمكنين من موضوع العمل، والذي يتمتع بالاعتراف على الصعيد الدولي. وأضاف الشامي أن المغرب محظوظ لتوفره على استراتيجيات قطاعية تنموية واضحة، الأمر الذي يسهل مأمورية وضع أي تصور مستقبلي في هذا الإطار. مشددا على أهمية التكوين، باعتباره سر النجاح، ونفس الأمر ينطبق على الابتكار، بالنظر إلى كونه يضخ دماء جديدة في الاستراتيجيات التي تتم صياغتها على المدى البعيد. ولقد تأكد ذلك في المغرب، وخاصة في قطاع الصناعة والخدمات كما هو الشأن بالنسبة للأوفشورينغ والصناعات المتعلقة بمعدات الطائرات، التي عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، مما عزز قدرات المغرب التنافسية. وينضاف إلى تلك الصناعات التي استفادت من الابتكار، يقول الشامي، صناعة النسيج والصناعات الغذائية والمواد الكيميائية. ونفس الأمر ينطبق على قطاع الطاقة، حيث اتضح أن المغرب أضحى مفروضا عليه إيجاد الحلول وابتكارها من أجل رفع تحدي استغلال صخور الشيست الغنية بالبترول. كما تميزت هذه القمة، التي تتوخى تعميق التفكير حول السبل الكفيلة بتموقع المغرب في نادي البلدان المنتجة للتكنولوجيا، بحضور محمد حوراني رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب وكذلك رئيس مؤسسة «إي.بي. إم» كما تهدف القمة أيضا إلى التمكين من انبعاث اقتصاد ذي قيمة مضافة قوية، وكذا تعزيز صورة المغرب في مجال البحث والابتكار. وتميز هذا اللقاء أيضا بتقديم خلاصات عملية التفكير المتعلقة بمبادرة «المغرب ابتكار» التي أطلقتها وزارتا الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وكذا بتنظيم حفل تسليم جوائز الدورة الثانية للجائزة الكبرى للابتكار والبحث في العلوم والتكنولوجيا. وعرفت القمة كذلك، تنظيم مائدة مستديرة أولى حول «تقييم البحث العلمي وتحويله للقطاعات المنتجة»، نشطها ممثلوا عدد من المؤسسات والقطاعات المغربية والأجنبية المتدخلة في مسار التقييم والبحث والتحويل التكنولوجي، كما عرفت القمة تنظيم مائدة مستديرة ثانية تمحورت حول موضوع «أقطاب التنافسية رافعة لانبثاق المشاريع التعاونية ذات المضمون الابتكاري القوي»، وتميزت القمة بتوقيع اتفاقيات ذات علاقة بالمجال، وعرفت القمة أيضا منح الجوائز الكبرى للبحث والابتكار والعلوم التكنولوجية.