كانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة والربع من يوم أول أمس الثلاثاء 2 يونيو 2009 حين توقفت سيارة الإسعاف بباب مستعجلات محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء، وهي تقل على متنها شابا مضرجا في دمائه، جراء عدة طعنات تلقاها في أنحاء مختلفة من جسده، ليعلن الطبيب المداوم عن وفاته ومنها تم نقله إلى مستودع الأموات بذات المستشفى. كان باب المسعجلات يعج بأفراد من أسرة الضحية وأبناء الحي الذين توافدوا على هذا القسم. كما كان بعض من رجال الشرطة حاضرين بدورهم لمعاينة جثة الضحية، وهناك استقينا اسم الهالك وسنه ومكان تعرضه للطعنات، كما حاولنا معرفة بعض من فصول الحادث، ويتعلق الأمر بالشاب مصطفى المالكي من مواليد 1979 يقطن بالزنقة 1 رقم المنزل 21 بدرب مولاي الشريف بالحي المحمدي بالدار البيضاء، تعرض لعدة طعنات بواسطة آلات حادة من قبل شخصين. وعند انتقالنا إلى الزقاق الذي عرف وقوع الحادث، وجدناه مملوءا عن آخره بسكان الحي وغيرهم، منهم من كان يواسي أفرادا من أسرة الضحية ومنهم من جاء لمعرفة تفاصيل ما وقع، دخلنا بصعوبة إلى منزل الضحية الذي كان مدخله يعج ببعض المعزيات والمواسيات والفضوليات كذلك. وفي إحدى الغرف وجدنا أب الضحية وهو المالكي عباس، عجوز في عقده السابع، ممددا على سرير وحيد موجود بالغرفة وهو يتألم جراء تلقيه ضربات وركلات من قبل قتلة ابنه، بينما تقوم إحدى بناته بتغيير ملابسه التي كانت ملطخة بدمائه ودماء ابنه، قبل أن تنقله سيارة الاسعاف إلى المستشفى، من أجل إجراء فحوصات طبية. وحين سألناه عما جرى، لم يكن يجيبنا إلا بصعوبة، نظرا للحالة التي كان عليها حتى أنه لم يقل شيئا سوى أنه تعرض للضرب من قبل شخصين قتلا ابنه أمام عينيه وفي عقر داره. وفي شهادات استقيناها من بعض أفراد أسرة الضحية، فإنه في حوالي الساعة السادسة والنصف من اول امس، هاجم شخصان وهما من أبناء الحي كانا في حالة تخدير بين والمدعوان على التوالي« الثعلب» و«النمس» منزل الضحية، ولم يجدا به سوى الأب العجوز لينهالا عليه بالضرب والركل في أنحاء مختلفة من جسمه، وما هي إلا لحظات حتى دخل الضحية فوجدهما يعتديان على أبيه ليدخل معهما في شجار في محاولة منه لتخليص أبيه، إلا أنهما باغتاه بعد تسديد عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده ليردياه قتيلا ببهو منزله. وأضاف آخرون أن هذا الهجوم كان المستهدف منه في الأصل الابن وليس الأب، وأن المهاجمين حين لم يجداه اعتديا على الأب، وأن هذا الاعتداء كان بتحريض من قبل إحدى قريبات « الثعلب»، وأن المدعو «النمس» جاء ليناصر صديقه، كما أنهما فرا مباشرة بعد ارتكابهما فعلتهما، غير أن عناصر من الضابطة القضائية ألقت القبض على أحدهما وهو مختبئ في أحد المنازل المجاورة ، وبه آثار دماء جراء جروح به، بينما لم تعرف الوجهة التي سلكها «الثعلب». وفي المستعجلات حيث نقل المشتبه به لتلقي العلاجات، لوحظت حالة التخدير التي كان عليها، كما كان يصرح لرجال الضابطة القضائية أنه لم يقم بضرب الضحية وأنه تدخله كان لفض النزاع وأن الحقيقة ستظهر ذلك. وتبقى هذه المعطيات أولية في انتظار ما ستسفر عنه نتائج البحث الأولي، في انتظار اعتقال «الثعلب».