على إثر ماتناقلته بعض الجرائد من أخبار حول ما حصل لضابط الشرطة الممتاز - أحمد اسماعيلي - من قسم حوادث السير بالدار البيضاء والذي فارق الحياة يوم الجمعة 29 ماي 2009 بمقر عمله نتيجة «تلقيه» طلقة نارية في رأسه نجهل لحد الساعة فاعلها وأسبابها . أخبار تدعي أنه «انتحر»! بسبب بعض المشاكل العائلية التي يعيشها. هذه الادعاءات والافتراءآت تقول زوجته لا أساس لها في الواقع ولا في الحياة الزوجية والعائلية سواء منها التي يعيشها معنا أو مع أسرته هو، حيث كان مثالا للزوج والأب وكذلك مع أبيه واخوته، إذ كانت الأسرة الصغيرة المتمثلة في أنا وابنه والأسرة الكبيرة التي تضم أباه واخوته ملاذه الوحيد الذي يلجأ إليه عندما يعود منهكا من العمل جراء كثرة الملفات المحالة عليه والتي يقضي فيه وقتا طويلا إلى درجة أنه كان دائما يشتكي إلي أكثر من مرة من الارهاق في العمل. وتضيف، لم يكن زواجنا منطلقا من مصلحة وإنما بني على علاقة حب دامت تسع سنوات أقسم لي خلالها كم من مرة أنه يعتبرني زوجته أمام الله إلى أن تم ذلك بالفعل على سنة الله ورسوله خلال شهر أكتوبر 2005 بعدما كنت قد هاجرت لأعيش بفرنسا وأعمل هناك فرجعت للمغرب لتمسكنا ببعضنا ولم أشتغل. وبدون أي احراج، انتقل زوجي ليعيش معي في بيت الزوجية الذي اشتراه اخوتي العاملون بالخارج بحي المستشفيات بالدار البيضاء حيث يعيش معنا أبي المتقاعد واختي العاملة بالقطاع الخاص وكلاهما يساهمان في مصروف الحياة مما جعل نفقة زوجي علينا في حدود مستطاعه زيادة على كوني لا أطالبه بشراء اللباس وما أحتاج إليه لكون اخوتي جازاهم الله خيرا قائمين بكل شيء كما لم أسأله يوما عن راتبه فآخذ منه ما يعطيني للمصروف أو لدواء ابننا ، وخير ما جعل حياتنا سعيدة وبدون مشاكل أنه يحترم اسرتي ابتداء من والدي واخوتي ونفس الشيء بالنسبة إلي فأنا أعز وأقدر كل فرد من أسرته. وأضافت قائلة: إن محبة زوجي لي جعلته يستجيب قبل ستة أشهر لطلباتي المتكررة له بالاقلاع عن شرب الخمر والتدخين لكنه عاد للتدخين مؤخرا معتذرا لي بكون «الخدمة تاعو بزاف عليه». ليلة الخميس 28 ماي زار زوجي والده (رجل أمن متقاعد ومصاب بمرض مزمن) حيث يهتم كثيرا بحالته الصحية وعاد للبيت ومارسنا حقنا الشرعي وفي الصباح استحم وساعدته كعادتي على ارتداء ملابسه وحمل سلاحه وقبلني وابننا كالعادة وتوجه إلى مقر عمله على الساعة العاشرة صباحا وكله فرح وحيوية. حوالي الساعة الواحدة رن جرس الشقة ليتم اخباري من طرف اخيه أنه علي أن أذهب إلى مستودع الاموات لأرى جثة زوجي. لم أصدق ما أسمع وفي وضعية نفسية لا تحتمل حيث رأيت علامة (إصابته بطلقة نارية في رأسه فوق جبهته!؟) مما أكد لي ما أنا متأكدة منه أن زوجي لا يمكنه أن يكون أبدا قد «انتحر»، لعدة أسباب استحضر منها مايلي: - حبه لي الذي عبر عنه أكثر من مرة وبأكثر من هدية اخرها هدية عيد ميلادي - شغفه بابننا (عام ونصف) الذي يتحدث عنه في كل زمان ومكان والذي كان يقول لي عنه أنه هو الانسان الوحيد الذي يحبه أكثر مني (خاصة بعد ثلاثة اجهاضات طبيعية) - تعلقه بوالده المريض الذي يفكر فيه وفي صحته باستمرار - استعداده المالي لإقامة حفل ختان ابننا إذأعطاني على التوالي 2000 درهم ثم 1000درهم واخيرا 300 درهم صبيحة يوم الحادث. - تأكيده لي لشيئين اثنين: أنه لن يخونني ولن يطعمني من الحرام - وتتابع الزوجة قائلة، وإذ أنفي نفيا قاطعا كون زوجي مات «منتحرا» فإني أطالب بفتح بحث موضوعي للوصول للحقيقة في هذا الحادث الذي ضاع لي فيه زوجي ولكن كذلك خسرت فيه الدولة المغربية والادارة العامة للأمن الوطني أنه كان مثالا للموظف الأمين المنضبط المخلص في عمله بشهادة أكثر أقرب زملائه له حتى وإن كان العمل أشدّ عليه ويرهقه بالاشتغال ساعات اضافية وأيام السبت والاحد دون تقدير لمجهوده ، وهذا ما كان يقلقه كثيرا وجعله يقبل خلال الشهر الماضي فكرة أحد اخوتي بتقديم استقالته نهائيا من الامن، والاشتغال معه في السياحة خاصة وأنه درس هذا القطاع ويجيد الاسبانية . هذه الفكرة جعلته يكون سعيدا ومرتاحا معنا أكثر. وختمت قائلة إن كل من يعرف المرحوم مما جاؤوا للعزاء سواء من الجيران أو غيرهم أكدوا لي أن زوجي البشوش دائما لا يمكنه أبداأن يكون قد «انتحر». وفي انتظار رد الاعتبار لهذا الشرطي النظيف ولغيره من رجال الامن الشرفاء،أناشدكم فتح بحث وتحقيق دقيقين ونزيهين إنصافا لمهنة الامن وتكريما لمن لم ينصفوا في حياتهم المهنية رحم الله سيدي أحمد الشرطي الامين ابن الشرطي الامين)