استهوته السينما منذ الصغر، عندما كان يكافح أسبوعا كاملا ليجمع ثمن تذكرة الدخول والانتقال من النواصر إلى درب السلطان ، حيث كانت سينما موريطانيا ، النافذة التي أطل منها على هذا العالم الملىئ بالاثارة والأضواء...دون أن يدري أنه سيصبح جزءا من هذا العالم وأن السينما والمسرح سيصبحان مهنته ، عشقه الأبدي والرئتين اللتين يتنفس بهما رحيق الإبداع . يحلو لمحمد أن قول إنه من بعد أزيد من عشر سنوات من العطاء ، ليس راضيا عما قدمه لحد الأن ، ويوضح ذلك : أحس بأ لدي طاقات دفينة لم أفجرها بعد ، المسؤولية هنا لا يتحملها المخرجون ، فأغلب من اشتغلت معهم ، بذلوا الجهود اللازمة لكي أقدم أفضل ما عندي ، لكن الآن وبعد هذه التجارب أعتقد بأن الفرصة التي أبحت عنها لم تأتي بعد» هكذا وبكل تواضع يضع عياد على مشرحة النقد تجربة غنية ، وإن كانت مرشحة لمزيد من العطاء ، فهو هنا يعطي للمستقبل فسحة من ... الأمل . فالفنان الذي يعتقد أنه أعطى كل ما عنده ...إنتهى ، ومحمد عياد يصر على أنه مازال في البداية . البداية كانت في سن مبكرة ، فهذا الشاب الموهوب الذي عشق الفن منذ نعومة أضافره ، مر من كل المراحل التي تستلزمها أية سيرة ذاتية CV لفنان يصر على أنه في أولى خطواته ... حتى لو وصل إلى مرحلة النجومية . كانت بداية مليئة بالأشواك : الظروف المادية غير المساعدة ، الصراع النفسي القاسي في الاختيار بين مواصلة مشوار الدراسة على أمل الحصول على منصب شغل قار ، وبين الفن الذي لا يستقيم إلا مع طبيعة متمردة ومغامرة . من هنا بدأت قصة الصعود نحو الصعب لمحمد عياد ، انطلاقا من المسرح الجامعي إلى محترف « بوشكين» التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالدارالبيضاء ، مرورا بعدد من الورشات التكوينية بالمغرب وفرنسا ، غير أن عياد يصر على أن تكوينه الرئيسي كان في مسرح الطيب الصديقي ، الذي يقول بأنه كان محظوظا أن التقاءه في بداية تكوينه كممثل ومخرج ، لنراه في مسرح الناس عبر أعمال عديدة منها تيو تيو، الحراز ، العشاء الأخير ، مومو بوخرصة ، أبو حيان التوحيدي.... من المسرح إلى السينما ، وكانت أول تجربة لعياد أمام الكاميرا في شريط قصير لفوزي بنسعيدي « الحائط» تلتها أعمال أخرى متل إزنكودiznogood" وهو فيلم فرنسي طويل من إخراج باتريك براوودي «الدارالبيضاء ليلا» للمخرج مصطفى الدرقاوي و« المحاسب» لعبد الرزاق الزيتوني ثم «أقدار متقاطعة» من إخراج إدريس شويكة و «وليدات كازا» لعبد الكريم الدرقاوي ، وهما عملين ينتظر أن يتم عرضهما في الأشهر القادمة . أما في التلفزيون ، فقد تمكن عياد من التألق في أعمال عديدة ، مغربية وعربية منها«الوصية » ، وهو فيلم تلفزي من إنتاج القناة الثانية المغربية و إخراج حكيم النوري ، «موعد مع المجهول» وهي سلسلة من إنتاج القناة الأولى و إخراج عبد الواحد الواحدي ، وسيتكوم «امي هنية» إخراج علي الطاهري ، أما عربيا فقد شارك في ثلاث مسلسلات إلى حد الآن ، وهي « ملوك الطوائف» لحاتم على ، «سقف العالم » و « المارقون » لنجدت أنزور، وفي رمضان القادم سيطل عياد على المشاهدين المغاربة في سيتكوم «راديو واك واك» لمصطفى الخياط و « بنت بلادي» وهو مسلسل من إنتاج القناة الثانية المغربية و إخراج الفرنسي شارلي بيلليتو أزيد من عشر سنوات كفنان وممتل محترف ، لكن عياد يعتبر أنها ليست سوى لبنة في مسيرته ، فهو يصر على مواصلة التكوين ،الانفتاح على تجارب أخرى...وانتظار الفرصة التي يبحت عنا