بعد القرار الذي اتخذه المدير السابق للأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء بشأن «بيع» الوعاء العقاري لما يقارب عشر مؤسسات تعليمية بتراب كل من نيابتي الفداء مرس السلطان وأنفا، والذي «تصدت» له عدة فعاليات جمعوية وسياسية ونقابية، وعلى إثره، تأسست «الجبهة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية» مما جعل المسؤولين عن تسيير وتدبير الشأن التربوي بالعاصمة الاقتصادية يتراجعون عن قرارهم ، أصدرت مديرة الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء الكبرى قراراً يقضي «بتفويت الثانوية الإعدادية ابن طفيل، والمدرستين الابتدائيتين أنس ابن مالك بنات وأنس ابن مالك بنين، بعد إخلائها» ، إلى مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية من أجل بناء وإقامة مشروع لنساء ورجال التعليم عبارة عن ناد تقدر التكلفة المخصصة له ب 4 ملايير سنتيم على أرضية هذه المؤسسات التعليمية ذات المساحة الشاسعة . وإذا كان الجميع، يقول متتبعون للشأن التعليمي ، «يبارك ويؤيد قيام وإحداث مثل هذه المشاريع الاجتماعية لرجال ونساء التعليم، اعتباراً لدورهم التربوي والتعليمي الكبير، فإن المثير للانتباه هو: لماذا تم اختيار هذه المؤسسات التي لاتزال تحتضن العديد من التلاميذ والتلميذات، في وقت نجد بنفس النيابة عددا كبيرا من المؤسسات التعليمية فارغة، وهي التي كان المدير السابق للأكاديمية يريد تصفية وعائها العقاري ، بعضها يتواجد في مواقع جد هامة بشوارع وأحياء مشهورة!؟». القرار الصادر عن الأكاديمية أمر أيضاً «بتشتيت تلاميذ هذه المؤسسات الثلاث على أخرى» دون مراعاة ما ستعانيه الأسر والعائلات التي لم تفهم لحد الساعة: لماذا التلاميذ والتلميذات هم الضحايا ، في الوقت الذي ترك للأطر التربوية اختيار أقرب مؤسسة لكل واحد منهم، لتتم المصادقة على اختيار كل واحد، وهي الحالات التي كان في السابق لا يمكن التفكير فيها، لأنها تخضع لمساطر جد معقدة، مع وجود أولويات ضرورية في هذا الشأن؟ أما مدراء وإداريو هذه المؤسسات الثلاث ، والذين يستفيدون من السكن الوظيفي، فقد طُلب منهم البحث واختيار أي مسكن في أية مؤسسة تعليمية بالمدينة، شريطة أن يكون فارغاً، مع امتياز «مدهش»، وهو ترك الحرية الكاملة لكل واحد منهم، إن أراد إحداث باب جديد لسيارة أو أي مرفق دون قيد أو شرط!؟ في السياق ذاته قال محمد كنوش رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب و«الجبهة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية » إن «هذا الموضوع بالذات وجب التعامل معه بكل مرونة، لأننا نبارك كل مشروع هو في صالح رجال ونساء التعليم، لكننا نبدي استغراباً عن سبب اختيار هذه المؤسسات بالذات، في حين توجد أكثر من خمس مؤسسات فارغة بالنيابة ، كتلك التي تقع بشارع الجيش الملكي «مدرسة الحنصالي»، والتي تقدر مساحتها ب 5000 متر مربع». وأضاف «من يضمن لنا أن هذه المؤسسات إن تم إفراغها ستستغل فعلا لهذا المشروع، لا توجد أي ضمانات، خصوصا بعدما صرحت كاتبة الدولة في التعليم المدرسي، أن الحكومة قررت عدم تفويت أي مؤسسة عمومية في الوقت الراهن.. إذن تخوفاتنا جد مشروعة ولهذا الغرض طالبنا كفيدرالية جمعيات الآباء والأمهات والأولياء بنيابة أنفا، لقاء مع مديرة الأكاديمية، سنوضح خلاله جميع تخوفاتنا، وسنطرح كل تساؤلاتنا مع وضع اقتراحات في الموضوع، ومازلنا ننتظر تحديد موعد من طرف مديرة الأكاديمية». وخلص محدثنا إلى القول : «نرفض رفضا تاماً أي تفويت لأية مدرسة عمومية أينما وجدت، فمدارسنا ليست للبيع ولا للتفويت». هذا وتعرف مقاطعة أنفا اجتماعات مكثفة لجمعيات الآباء والأمهات والأولياء وجمعيات المجتمع المدني لتوحيد الجهود، والاستعداد لمواجهة أي «تفويت غير مضمون ومجهول العواقب»، هذه الاجتماعات تشرف عليها فيدرالية جمعيات الآباء والأمهات والأولياء بنيابة أنفا، والتي تتوصل يوميا بسيل من الإشارات التضامنية من مختلف أنحاء المغرب.