في لقاء حشدت له جميع إمكانيات الجماعة الحضرية المادية والبشرية ، دخل زعماء الأصالة والمعاصرة إلى آسفي، مخفورين بجميع أجهزة السلطة السرية والعلنية ، لتنشيط لقاء تواصلي مع ساكنة المدينة، استقطبت له مجموعة من المواطنين الذين وزعت عليهم في الليلة التي سبقت النشاط «بادجات» ودعوات للمشاركة، مست كل أحياء البؤس والفقر بالمدينة، وكان التوزيع يتم عبر وساطات المستشارين وبعض موظفي الجماعة، إضافة إلى القادمين من الإقليم عبر حافلات جماعية أكتريت لهذا الغرض . اللقاء التواصلي المذكور افتتحه الشيخ بيد الله العامل القديم الذي مر ذات ولاية من آسفي ، والذي في عهده وصلت مستويات الإفساد الانتخابي واختراق المؤسسات التمثيلية من قبل لفيف الفاسدين، حدا لا يطاق وغير مقبول. بيد الله تحدث عن الضرورة التي أصبحت تحتم تأهيل الحقل السياسي الذي استمر في سبات عميق ولم تشمله دينامية التغيير التي همت باقي القطاعات، فيما ركزت كلمة الهمة على أهمية استحضار اللحظة الانتخابية لمحاربة العزوف والدفع بالعنصر البشري للمشاركة السياسية ، فيما أكد أن قضية المنتخبين وماضيهم تعد في حكم الحاضر الذي يَجُبّه ما سبق ، وهي إشارة واضحة «للعفو» عن تاريخ فاسد للعديد من المسؤولين الذين كانوا يؤثثون منصة اللقاء التواصلي ويجلسون بالقرب ومن خلف وبجانب زعماء «التغيير السياسي» القادم على ظهر التراكتور ..! خطاب ناس الأصالة والمعاصرة ، يظهر للمنصت إليه أن «غودو السياسي» الذي انتظرناه طويلا قد وصل ، و أن عناصره خدمت المشروع الديمقراطي الذي انطلق وتوقف في 2002، ولذلك خلصت إلى ضرورة زرع دينامية جديدة في الحقل السياسي المغربي .. هذه الدينامية تستدعي بعض الملاحظات والأسئلة الموضوعية. * مثلا في آسفي الملتحقون بالحزب المذكور ليسوا نظيفي الذمة، وأصلهم السياسي هجين ومرتبط كل الارتباط بلوبيات الفساد. * الجمهور المستقطب تبين مستواه من خلال التدخلات، لا أحد من الأصوات التي تحدثت عبر ميكروفون اللقاء قبض على التفاصيل الحقيقية لإشكاليات التنمية وإعاقات السياسة. وكثير منه سمع بصديق الملك وجاء ليقدم الملفات والشكايات الشخصية . * اللجنة التنظيمية كانت تحوي مجموعة من موظفي الجماعة التي التحق رئيسها كمنسق للحزب بالمدينة ، و اشتغلوا قبل اللقاء أيام السبت والأحد لتهييء اللوجستيك المطلوب لهذا اللقاء، وبآليات الجماعة . * سألت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعض المواطنين عن سر حضورهم المكثف لهذا اللقاء، الجواب كان موحدا «الهمة جاي، جابونا باش نتسنطو ليه» شكون جابكم .. راكم عارفين .. هل الناس الذين حضروا ومستوياتهم المعرفية بسيطة جدا فهموا ما كان يقول الهمة والشيخ؟ * أجهزة السلطة اشتغلت بطريقة نشيطة ونزلت بكل ثقلها لجماية التجمع، هل ستستفيد كل الأحزاب من هذا الدعم أم أن التراكتور هو صاحب الحظوة الوحيد من بين كل الطيف السياسي الوطني، وهذا ما يؤكد التخوفات المشروعة التي عبر عنها العديد من الفاعلين السياسيين. * الهمة في كلمته مع العامل الشيخ، تحدثا عن الحزب واللدغات الإعلامية والسياسية من بعض الأوساط ، وقدما صورة الحزب الضحية والمستهدف رغم أن الإداري والسلطوي في خدمته. * الهمة وصحبه المتحدثون عن تخليق الحياة السياسية وإطلاق دينامية جديدة، نطرح عليهم سؤالا بسيطا: هل التخليق سيتم بأدوات الفساد القديمة وعناصر اختلاس المال العام؟ أبسط تقرير استخباراتي سيعطي تفاصيل عن هؤلاء الذين «قرّضوا» بجانبهم. إن بعض الملتحقين يتقاطع مسارهم مع السيڤي» C.V» ديال ولد العروسية. إذا كنا قد طرحنا هذه الملاحظات ، فليس في الامر أي استهداف بقدر ما تتغيا هذه الورقة الكشف للرأي العام عن بعض التفاصيل التافهة، والأدوات المهترئة التي يستعد التراكتور للتموقع بها في إقليمآسفي. فالحديث عن السياسة بمنظور مغاير ومشروع التحديث السياسي المبشر به، لا يستقيم ب «الخشلاع» و «طير بكر» وهذا ما يعلق عليه الشارع المحلي بآسفي بكل سخرية.