أصدر المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، على إثر الاجتماع الذي عقده الحزب بمدينة الداخلة مع أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي لجهة وادي الذهب – لكويرة، على هامش اللقاء التواصلي بالمدينة، نداء وادي الذهب، عبر من خلاله الحزب عن عميق أسفه واستغرابه واستنكاره لتسريب مضامين تقرير بعثة البرلمان الأوربي حول الصحراء، لبعض المنابر الاسبانية معتبرا الحزب هذا الفعل خروجا عن الأعراف الديبلوماسية وخرقا للقواعد والضوابط الرسمية وأخلاقيات التعامل المرعية في مثل هذا الصدد. كما حمل النداء صيغة الارتياح التي وردت في تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة «كريستوفر روس» في أعقاب جولته الاستطلاعية، مشددا على أن الحل السياسي التوافقي، وفقا لقاعدة لا غالب ولا مغلوب والمستحضرة لقراري مجلس الأمن 1754 و1813 ونتائج جولات المفاوضات المباشرة الأربع، تبقى المدخل الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول. ولم ينس صائغو و«نداء وادي الذهب» دعوة الجزائر إلى التعامل بإيجابية مع سياسة اليد الممدودة التي عبر عنها المغرب في أكثر من مناسبة ، كما دعاها إلى المساهمة بشكل جدي مع دول الجوار الأخرى في توفير سبل الطي النهائي لملف الصحراء، لفتح المنطقة المغاربية على رهانات التكتل والتكامل، تجاوبا مع تطلعات شعوبها ومع ما يفرضه السياق الدولي المعولم من إكراهات وتحديات، كما أهاب الحزب، في ندائه من مدينة الداخلة، بالمغاربة الصحراويين المتواجدين بدول الجوار وأوربا وأمريكا اللاتينية إلى العودة إلى الوطن الذي يتسع للجميع، ويضمن بفضل اختياراته الديمقراطية أمكانية العيش المشترك وبناء مغرب الغد على حد وصف«نداء وادي الذهب». وشجب «حزب الأصالة والمعاصرة» في نداءه، الاستغلال السياسوي لمجالات الانفتاح السياسي خصوصا تلك المتعلقة بملف حقوق الإنسان، والتي كانت مجالا للاعتراف الدولي مجسدا في التقدير الكبير الذي حظي به النموذج المغربي في قراءته لماضيه والتوصيات التي انبثقت عن عمل هيئة الإنصاف والمصالحة كضمانة لعدم تكرار ما حدث في الماضي. وفي ختام «ّنداء وادي الذهب» دعا حزب الأصالة والمعاصرة، كل المكونات السياسية إلى إيلاء قضية الصحراء أهمية كبرى في مستويات تأطير النخب الجديدة من الشباب والنساء واقتراح نموذج بديل للتنمية ينطلق من المحلي، لأن قضية الصحراء تعرف إجماع الكل في المغرب. وقد حضر حزب الأصالة والمعاصرة اللقاء التواصلي بمدينة الداخلة، حاضرة وادي الذهب، بخمسة أعضاء من المكتب الوطني يتقدمهم أمينه العام محمد الشيخ بيد الله، وفواد عالي الهمة، وصلوا مطار الداخلة على متن طائرة صغيرة خاصة، حيث أقيم حفل جماهيري بملعب المدينة حضره 3000 من مناضلي ومناضلات الحزب، بداء بيد الله اللقاء التواصلي بكلمة ألقاها، استحضر من خلالها الموارد الطبيعية للمنطقة وما تعرفه من نمو، ودعا الحاضرين إلى الاستثمار في الجانب البشري الذي هو الكنز الحقيقي الذي تزخر به منطقة وادي الذهب لكويرة، ونصبت المداخلات، التي أعقبت كلمة الأمين العام للحزب، حول المشاكل التي تعرفها المنطقة من تدني مستوى المعيشة والإكراهات التي أصبح يعرفها قطاع الصيد البحري، مورد الرزق الحقيقي لرزق أغلب ساكنة مدينة الداخلة ونواحيها، ليأخذ بعدها فواد عالي الهمة الكلمة مجيبا عن تدخلات الحاضرين، حيث أكد في كلمته، أن المنطقة الصحراوية تعرف، إجمالا، نسبة أمية قليلة جدا مقارنة بالجهات في شمال المملكة، وأن الساكنة بالأقاليم الصحراوية تهتم كثيرا بالمجال السياسي. كما نبه الهمة المشاركين في اللقاء التواصلي، إلى خطورة الاستمرار في الاعتماد على ما يعرف «بكارطات الإنعاش الوطني» لأنها أحدثت بعد الاستقلال مباشرة نظرا إلى تفشي الأمية والفقر والتهميش تفشى بالمجتمع بعد فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، وكان المواطن في حاجة ماسة إلى «إنعاش» لأنه كان يشارف على الموت الاجتماعي.