كشفت التحقيقات الجارية بخصوص تفكيك شبكة دولية مختصة في تهجير المغاربة إلى أوربا مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 30 و70 ألف درهم للرأس الواحد، والتي قرر على اثرها قاضي التحقيق لدى استئنافية الدارالبيضاء ايداع 22 موظفا أمنيا برتب مختلفة كانوا يعملون بكل من مطارات البيضاء ، مراكش، ابن بطوطة وبميناء طنجة وعنصرين من جهاز الديستي ومسؤولين جمركيين بالاضافة إلى المتابعة المفتوحة في حق 3 قضاة من استئنافية طنجة. كشفت هذه التحقيقات أن كل الكوارث التي تعرفها وستعرفها عروس البوغاز نابعة من بؤرة الفساد ميناء طنجة الذي ضرب رقما قياسيا في تهريب الممنوعات على الصعيد الدولي، وأن كل الأباطرة المعروفين في ميدان السياسة والاقتصاد أنجبهم هذا الميناء العتيق بتاريخه الوسخ. وحتى عملية منع اباطرة الانتخابات من الترشح هي خلاصة لهذه التحريات وتحقيقات اخرى خطيرة عن مدينة يسيطر عليها الاباطرة بشكل خطير لم تحرك فيه السلطات ساكنا، نظرا لتواطؤ رجال السلطة من مختلف الادارات العمومية مع هؤلاء اللوبيات التي أصبحت تحكم المدينة رغم أنف كل الوزارات والحكومة والدولة! وما يحدث بميناء طنجة هو الصورة الحقيقية لما يحدث بالمدينة التي عرفت مؤخرا أوراشا كبرى قد تذوب مع الوقت لصالح أوراش الاباطرة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية المزعم اجراؤها يوم 12 من يونيو القادم، لا حديث لساكنة طنجة إلا عن الامبراطور القادم من الميناء والطامح لعمودية طنجة بأموال معروفة قادمة من مدينة الجزيرة الخضراء الاسبانية. فمنذ 4 أسابيع توزع الاموال والهدايا والمساعدات على فرق الاحياء والتجمعات الهامشية، بل حتى بعض رؤساء الجماعات القروية وصل نصيبهم إلى 20 ألف درهم. كل هذا يحدث باسم بعض الاحزاب السياسية ويستفيد منها هؤلاء الاباطرة لتحقيق مخططاتهم للاستيلاء على ما تبقى من المناطق الخضراء والمتنفسات الطبيعية ولتبييض الأموال الوسخة الناتجة عن التجارة الدولية في الممنوعات. والغريب أنه بالرغم من أن الجميع يعلم بهذه المعطيات ومتأكد منها، لايزال أقدم ميناء في شمال افريقيا يعرف عمليات التهريب بشكل خطير للمخدرات بعدما توقفت عمليات التهجير لبني آدم. والغريب أن الادارات الامنية بدلا من أن تعين مسؤولين في مستوى تحديات هذا الميناء، مسؤولين جديين قادرين على مكافحة السيلان الخطير لهذه الآفات، نجد هذه الادارات تسند المهمة لأشخاص مازالت اشكاليتهم الكبرى هي محاربة الحمالة والباعة المتجولين! في الوقت نفسه تمر عشرات الاطنان من المخدرات أمام اعين هؤلاء المسؤولين ويؤدي عنها الاباطرة الكبار الملايير للمسؤولين الامنيين بالرباط وطنجة. إن عدم الاهتمام بالمركز الحدودي ميناء طنجة من طرف كل المتدخلين رغم الكوارث والفضائح لدليل على التواطؤ المفضوح من طرف مختلف الادارات؟!