أدانت غرفة الجنايات الاولى لدى استئنافية طنجة، مساء أمس الاول الخميس كلا من زعيمة شبكة مختصة في الهجرة السرية (سعاد.ف) ب 10 سنوات حبسا نافذة وغرامة نافذة قدرها 500 ألف درهم، مع مصادرة جميع المبالغ المالية المودعة بحساباتها البنكية في كل من أصيلة وطنجة، والحكم على مساعدها (عبد الله .ي) ب 4 سنوات حبسا نافذة وغرامة قدرها 500 ألف درهم، مع مصادرة أمواله المودعة بإحدى الوكالات البنكية بمدينة بركان، والحكم ب 3 سنوات حبسا نافذة و500 ألف درهم كغرامة على مساعدة زعيمة الشبكة (نعيمة.ج).كما تم الحكم على مفتشي شرطة (سيادة والشكلي) بسنة حبسا نافذة لكل واحد منهما وغرامة نافذة قدرها 50 ألف درهم لكل واحد، والحكم على مفتش شرطة ثالث (عزيز) ب 4 سنوات حبسا نافذة وغرامة قدرها 500 ألف درهم، فيما تمت إدانة المرشحين (49) بستة أشهر حبسا نافذة لكل واحد منهم. وتعود وقائع هذه القضية الى أواسط شهر اكتوبر المنصرم، حين ضبطت مصالح الشرطة الوطنية الاسبانية، بميناء برشلونة، 50 مرشحا للهجرة غير الشرعية، كانوا يتأهبون لدخول التراب الاسباني بوثائق مزورة، قادمين من ميناء طنجة على ظهر باخرة (فانطستيك)، التي تعمل في خط (طنجة، جنوة الايطالية)، مرورا بميناء برشلونة، حيث تم إبعادهم إلى المغرب. وبعد يومين، تسلمتهم فرقة خاصة من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بأمر شخصي من المدير العام للأمن الوطني (الضريس)، الذي أمر بفتح تحقيق بخصوص الشبكات المختصة في تهريب (بني آدم) من المغرب الى اسبانيا، بتورط مباشر مع عناصر شرطة ميناء طنجة، الذين اصبح بعضهم من أثرياء طنجة. ومع بداية البحث، اكتشف المحققون أن الامر يتعلق ب 276 مرشحة ومرشحا، غادروا التراب الوطني بوثائق مزورة، ليلة الفضيحة، وأن 50 منهم فقط، هم الذين تم توقيفهم بميناء برشلونة يحملون وثائق مزورة. كل هؤلاء المرشحين (217)، صعدوا الباخرة بالمحطة البحرية الشرقية، أمام أعين كل المسؤولين الامنيين للميناء، الذين أكدت التحريات أنهم كانوا حاضرين يوم إبحار الباخرة. وأثناء الاستماع الى المرشحين (50) ، أفادوا كلهم بأنهم قدموا الى طنجة بهدف البحث عن وسيلة تمكنهم من الهجرة الى أوربا، حيث تعرفوا على أشخاص بدون هوية، والذين مكنوهم من وثائق سفر مزورة، مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 30 و75 ألف د رهم «للرأس الواحد» ، دون أن يذكروا هويات وأسماء الاشخاص الذين ساعدوهم لدخول الباخرة.فتم اعتقال الشرطيين المكلفين بباب الباخرة (سيادة والشكلي)، اللذين كانا مكلفين بالمراقبة والتدقيق في صحة جوازات السفر للمسافرين بآخر نقطة للتفتيش قبل ولوج الباخرة، حيث صرحا بأنهما لم يسجلا أية حالة لمحاولة الهجرة واسطة وثائق مزورة، خلال هذه العملية التي عرفت صعود أكثر من 400 ناقلة وأكثر من 800 مسافر (ة). وعلى هامش البحث الذي باشرته الفرقة الوطنية، تم اعتقال زعيمة شبكة مختصة في تهريب «بني آدم» من طنجة، الى طريفة، والمسماة (سعاد.ف) تنحدر من أصيلة، والتي اعترفت بتعاطيها لتنظيم الهجرة غير الشرعية، وان الطريقة التي تعمل بها تتمثل في اقتنائها لجوازات السفر أجنبية، خاصة الفرنسية والبلجيكية، يكون أصحابها مغاربة يحملون جنسية تلك الدول. وأفضى التحقيق معها الى تورط مفتش شرطة ممتاز (عزيز) واعتقال مساعديها (عبد الله.ي ونعيمة .ج)، اللذين أقرا بما نسب إليهما. وكانت هيئة المحكمة برئاسة ذ. الشامي، قد استمعت الى كل المسؤولين الامنيين، كمصرحي المحضر في جلسة سابقة، بعدما استنطقت المتهمين المرشحين، والذين أفادوا المحكمة، بأنهم أدخلوا الى الباخرة من طرف شخص، والذي تردد اسمه في جميع التصريحات، فيما أنكر الامنيون الثلاثة المدانون في هذا الملف (الشكلي وسيادة وعزيز)، كل ماجاء في محاضر الضابطة القضائية.