صباح أمس الأول، قررت غرفة الجنايات الأولى، لدى استئنافية طنجة تأجيل ملف «التهجير السري بتواطؤ مع رجال الحدود» إلى جلسة يوم الثلاثاء (3 مارس)، من أجل استدعاء رئيس مصلحة الاستعلامات بمفوضية أمن ميناء طنجة، وتمكين دفاع المتهمين من نسخ المساطر والمحاضر وكافة وثائق الملف. كما قررت الهيئة برئاسة ذ. الشامي، رفض السراح المؤقت لجميع المتابعين في هذا الملف (55)، بحضور رئيس المفوضية ورئيس الشرطة القضائىة ورئيس الهيئة الحضرية، الذين تم الاستماع إليهم رسميا من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي على إثرها تم توقيف رئيس المفوضية الذي أثار الكثير من القيل والقال أثناء تحمله مسؤولية أمن الميناء. وقد مثل أمام الهيئة القضائية صباح أمس 49 مرشحا ومرشحة للهجرة، وثلاثة مفتشين للشرطة، وزعيمة شبكة مختصة في تهجير «بني آدم» إلى الضفة الأخرى، ومساعدين لها، كلهم في حالة اعتقال، والذين تابعهم قاضي التحقيق لدى استئنافية طنجة من أجل المشاركة في تزويد جوازات السفر وبطاقات الإقامة. واستعمالها وانتحال هوية أشخاص في ظروف من شأنها تقييد أحكام بالإدانة في السجلات العدلية للسوابق لهؤلاء الأشخاص وانتحال هويات الغير، وتكوين عصابة إجرامية وتزييف اختام الدولة وتزوير وثائق إدارية، واتفاق بهدف تنظيم وتسهيل خروج أشخاص مغاربة بصفة سرية، واعتيادية خارج التراب الوطني والمساعدة على ذلك وتسلم مبالغ مالي بقصد الامتناع عن القيام بعمل من أعمال وظيفتهم واستغلال النفوذ. وتعود وقائع هذا الملف إلى شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، حين ضبطت مصالح شرطة الحدود الإسبانية، بميناء برشلونة، (50) مرشحا للهجرة غير الشرعية، والذين قدموا على متن باخرة «فانستيك»، وذلك أثناء محاولتهم ولوج التراب الإسباني بوثائق سفر مزورة، حيث تم إبعادهم وتسلمتهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يوم (10 أكتوبر)، بأمر من المدير العام للأمن الوطني، حتى لا يتم إطلاق سراحهم بميناء طنجة، من طرف رجال شرطة مورطين، كما جرت العادة. وأثناء الاستماع الى المرشحين (50)، أفادوا اننهم قدموا إلى طنجة بهدف البحث عن وسيلة تمكنهم من الهجرة الى أوربا حيث تعرفوا على أشخاص بالمدينة مكنوهم من وثائق السفر المزورة مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 30 و75 الف درهم للرأس الواحد، دون ذكر أي رجل شرطة لأن المتعاملين مع هؤلاء المرشحين، كانوا يقدمون لهم هويات وأسماء وهمية.فتم اعتقال الشرطيين اللذين كان مكلفين بالمراقبة والتدقيق في صحة جوازات السفر بآخر نقطة للتفتيش قبل ولوج الباخرة، حيث صرحا بأنهما لم يسجلا أية حالة لمحاولة الهجرة بواسطة وثائق مزيفة خلال هذه العملية التي عرفت صعود أكثر من 400 ناقلة و800 مسافر(ة).كما تم الاستماع الى رؤساء مصالح مفوضية أمن الميناء، وتم توقيف رئيس «الكوميسارية » من طرف الإدارة العامة في انتظار ما ستسفر عنه هذه المحاكمة. كما اعتقلت الفرقة الوطنية زعيمة إحدى الشبكات المختصة في تهجير بني آدم، والتي اعترفت بأنها تتعاطى لتنظيم الهجرة غير الشرعية وأن الطريقة التي تتعامل بها، تتمثل في اقتنائها جوازات سفر أجنبية خاصة الفرنسية والبلجيكية، يكون أصحابها مغاربة يحملون جنسية تلك الدول.وتم اعتقال شرطي برتبة مفتش شرطة ممتاز وشخصين آخرين، يساعدان زعيمة الشبكة (سعاد)، حيث أقرا بالمنسوب إليهما. وكشفت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي أجرت البحث في هذا الملف، بأن عدد المواطنين المرشحين للهجرة على متن باخرة «فانستيك» وصل إلى 72 شخصا، وأن السلطات الإسبانية لم تضبط إلا (50) منهم.