أهم ما ميز الدورة الثالثة للمهرجان الوطني حول ثقافة الصحراء المنعقد بمدينة العيون في منتصف شهر أبريل 2009، هو تخصيص حصة الأسد في البرنامج المسطر للمرأة الصحراوية، بل أكثر من ذلك جعل موضوع المرأة الصحراوية محورا أساسيا للدورة المنعقدة تحت شعار«المرأة الصحراوية عماد التربية». المهرجان في نسخته الثالثة والمنظم من قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، بتنسيق مع جمعية دعم المدرسة المواطنة، والهيئة الجهوية للتربية والتكوين، وبدعم من ولاية الجهة وعمالة إقليم بوجدور والمجالس المنتخبة.. هو التفاتة نبيلة لما أسدته ولازالت تسديه المرأة الصحراوية سواء في التربية النظامية وغير النظامية، أو في التنمية الإجتماعية والإقتصادية أو المشاركة السياسية وتحملها لعدة مسؤوليات في المؤسسات العامة والخاصة والمؤسسات المنتخبة، أو في الثقافة الصحراوية من خلال ما أبدعته المرأة الصحراوية في مجالات مختلفة. فالندوات الفكرية المبرمجة في المهرجان والتي ألقيت بالعديد من المؤسسات التعليمية وبعض القاعات العمومية، سلطت الضوء على الدور التاريخي للمرأة الصحراوية الحافل بإنجازات مختلفة في ميادين شتى للمرأة التي أبانت عن قدرات كبيرة سواء في العلم وحفظ القرآن والذاكرة الجماعية والإبداع الشعري الشفهي والمكتوب، والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي. كما أن إنجازات المرأة الصحراوية في مختلف المجالات، كانت هي الأخرى موضوع المعارض التشكيلية والصور الفوتوغرافية والرسومات والجداريات التي تم تنظيمها سواء برحاب المؤسسات التعليمية أو بالفضاءات المفتوحة والساحات العامة، ساهم فيها تلاميذ المؤسسات التعليمية والأطر التربوية المؤطرة لهذه الأنشطة. وعلى هامش موضوع المهرجان، نظمت أنشطة موازية من أبرزها عرض فيلم تربوي بالثانوية الإعدادية طارق بن زياد، وتنظيم مسابقة بين الأكاديميات الثلاث المشاركة بدار الثقافة وزيارات موجهة للمعارض المنظمة بالمؤسسات التعليمية، فضلا عن أمسية خاصة لتكريم المرأة المغربية بالثانوية الإعدادية عمر بن الخطاب، ثم حفل الإختتام بقصر المؤتمرات الذي عرف حضورا جماهيريا لافتا للنظر. وإذا غابت مجموعة من الأكاديميات التعليمية بجهات المملكة في الدورة الثالثة للمهرجان التي تنظمه كل سنة جمعية دعم المدرسة المواطنة، فمرد ذلك، حسب تصريح عضو اللجنة المنظمة محمد المختار البشرة، إلى كون توقيت انعقاد الدورة، لهذه السنة، تزامن مع توقيت إجراء الإمتحانات التجريبيبة للباكلوريا، مما دفع بالعديد من الأكاديميات التي اعتادت المشاركة في الدورة الأولى والثانية، إلى عدم قدرتها على الحضور، في حين شاركت ثلاث أكاديميات في الدورة الثالثة لهذا المهرجان الوطني، بكل بجهة الرباطسلا زعير، وجهة كَلميم السمارة فضلا عن الجهة المنظمة، جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء.