أقدمت مجموعة من الفعاليات المدنية على خطوة مستقلة من أجل مناهضة تبخيس العمل السياسي والدفاع عن الذاكرة الوطنية المشتركة ورموزها التاريخيين. محمد العيادي أحد أعضاء هذه المبادرة أكد في ندوة صحفية بمقر هيئة المحامين بالمغرب بالرباط أول أمس الثلاثاء 28 ابريل 2009 لتقديم نداء هذه المبادرة، أن ظاهرة تبخيس العمل السياسي، ليست ظاهرة طارئة ومعزولة، بل هي ظاهرة ابتليت بها بلادنا، ظاهرة أنتجتها سياسات وممارسات، من بينها تلك التي وفرت كل الامكانيات لمجموعة من الوصوليين والانتفاعيين للانقضاض على المشهد السياسي المغربي ليحولوه هو الآخر إلى سوق خاضعة لمنطق الريع والامتيازات والفساد. وجاء أيضا في التصريح الصحفي لهذه الندوة أن بلغ التنطع بهم والحقد الدفين في نفوسهم على العمل السياسي النزيه والنبيل على أن يتطاول أحدهم على تاريخ الحركة الوطنية وقادتها التاريخيين بالافتراء، أمام الملأ، على رمز من رموزها، الشهيد بلا جثة، المناضل الأممي المهدي ببركة. فالنداء الذي تم تقديمه في الندوة الصحفية وقرأه الفاعل المدني عبد القادر ازريع، يدعو مختلف الفعاليات، من حقوقيين ومثقفين وسياسيين ونقابيين وإعلاميين ونشطاء في المجال الجمعوي، نساء ورجالا وشبابا، مهما كانت انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية إلى التعبئة على كافة المستويات الإقليمية والجهوية والوطنية من أجل جمع التوقيعات وإجراء المشاورات وعقد اللقاءات في أفق بلورة الاقتراحات، التي ستشكل الأرضية التي تتأسس عليها الحركة المدنية المسؤولة والوازنة لمناهضة كل أشكال تبخيس العمل السياسي، والدفاع عن الذاكرة الوطنية المشتركة ورموزها التاريخيين. وفي رد على سؤال لجريدة الاتحاد الاشتراكي، عن شكل المبادرة التي يمكن أن توجه للحكومة، للخروج عن صمتها في موضوع تصريحات المدعو شباط والمتمادى فيها، في حق عريس الشهداء المهدي بنبركة، قال «إن هذا الحدث الظاهرة هو الذي أفاض الكأس مما دفع إلى القيام بهذه المبادرة، أولا من جهة للتنديد بالمفتري على التاريخ الوطني، المدعو حميد شباط، ومن جهة ثانية لرص صفوف حركة مدنية مسؤولة ووازنة لمناهضة كل أشكال تبخيس العمل السياسي والدفاع عن الذاكرة الوطنية، ونريد من الجميع أن يتخذ موقفا واضحا من هذه الظاهرة».