أولمبيك أسفي يحتل الى حدود الدورة 25 المركز 15 برصيد 26 نقطة، حصيلة تقنية جد متواضعة و ليس من السهل تحديد أسبابها ومسبباتها والفريق يباشر دخول المنعرج الأخير من مشوار سباق البطولة. في مقابل ذلك، أصبح من الضروري طرح سؤال عريض يتداوله الشارع الرياضي بأسفي وهو: ما هي القيمة المضافة التي قدمها المكتب المسير لفريق أولمبيك أسفي لكرة القدم خلال هذا الموسم الكروي؟ كيف تعامل أعضاؤه مع مهامهم التسييرية والتأطيرية والاقتراحية طيلة 10 شهور بالتمام و الكمال؟ ما هي أهم البرامج والأهداف التي عملوا على تسطيرها؟ وما هي النسب المئوية في سلم التطبيق والتحقق؟ قديما قيل: « كل ما تأسس على باطل، فهو باطل » يشبه المكتب المسير لفريق أولمبيك أسفي لكرة القدم إلى حد كبير ذلك الشيخ الذي سقط من فوق دابته لأنه خرج مائلا من باب خيمته. لقد تحامل بعض الذين في أنفسهم شيء من «إن»على قرارات الجمع العام السنوي للفريق حينما قرروا الرفع من عدد أعضائه من 9 إلى 13 ليضمن بذلك بعض المغضوب عليهم مكانتهم والحفاظ على امتيازاتهم التي راكموها لسنين عديدة. كما أنه وفي أول خرجة إعلامية للرئيس الجديد السيد خلدون الوزاني، ناشد الجميع بضرورة أن تبقى السياسة بعيدة كل البعد عن مجال الرياضة بأسفي؟ لكن في الأسابيع القليلة الماضية، تفاجأ محيط النادي المسفيوي بقبول انخراط «أصحاب الشكارة» الذين لهم سوابق وملفات ساخنة بسبب تورطهم في «مسلسل الفساد الانتخابي» في ربوع الإقليم. لهذا بدأت كل الضمائر الحية ومكونات المجتمع المدني بأسفي تراقب هذه المستجدات عن قرب في انتظار تحركات هذا «اللوبي المصالحي» الذي لفظه الميدان السياسي، مما جعله يختار التعويض بالمجال الرياضي على أمل كسب أصوات الجماهير الرياضية في الاستحقاقات الإنتخابية القادمة. فهل بمثل هذه«الكائنات الانتخابية » سيعمل مسؤولو الفريق المسفيوي على تخليق الحياة العامة للفريق وبالتالي المساهمة في تأهيل ومأسسة النادي ككل؟ قديما قيل :«مصائب قوم عند قوم فوائد». في حوارات سابقة عديدة، أشار مجموعة من منخرطي الفريق المسفيوي إلى المشاكل التي لا حصر لها في علاقتهم بأغلب أعضاء المكتب المسير، وخصوصا غياب التواصل والإشراك في اتخاذ القرارات المصيرية للفريق، السلوكات اللاأخلاقية للبعض، وجود صراعات وتيارات متطاحنة، غياب عمل اللجان الوظيفية... لكن الغريب في الأمر أن هذا المكتب المسير قرر مؤخرا تنظيم يوم دراسي حول «دور المنخرط»؟؟؟ سبحان الله، مرت أكثر من سنة على قبول عضوية المنخرطين، والآن فقط يريد أن يمد لهم يد العون في التأطير وإعادة التأهيل حول الأبجديات الأولى في ميدان التسيير... وجه الغرابة الثاني، هو ذلك المسلسل اللامتناهي من اتخاذ القرارات الارتجالية والمتسرعة والتي لا تخضع بتاتا إلى أي سند منطقي أو رؤية استراتيجية محددة، وخصوصا حول الجوانب التقنية للفريق: البداية من ظروف وحيثيات الانفصال عن المدرب عبد الهادي السكيتيوي، بعدها الارتباط بالمدرب التونسي كمال الزواغي، وبينهما الارتباط والاستغناء ثم إعادة الارتباط بالمدرب امبارك الكداني. أكثر من ذلك، كيف ولماذا تناوب على هذا الفريق كل هؤلاء المدربين المساعدين: امبارك الكداني، أحمد حريرة، مصطفى السوفير، نور الدين الكنيزي، عبد الرزاق التلمسي وأخيرا انضاف مدرب الحراس عبد الرحيم بنخاتي؟؟ في موسم كروي واحد، 6 مدربين مساعدين، ولعل هذا الرقم كفيل بدخول فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم «موسوعة غينيز» للأرقام القياسية العالمية... إلى من يهمهم الأمر : « في الأخير لا يصح إلا الصحيح». تأسيسا على ما سبق، وعلى بعد 5 دورات من انتهاء بطولة هذه السنة، بات من الضروري التفكير في وضع مصلحة الفريق فوق كل الاعتبارات والحسابات الضيقة: الظرفية الآن لا تسمح باتخاذ قرارات مزاجية ذاتية، الظرفية لا تسمح بتاتا للاعبين بمقاطعة التداريب أو الدخول في صراعات هامشية، الظرفية تقتضي من كل أطياف وأصناف الجماهير وضع اليد في اليد لمساندة ودعم الفريق حتى حدود الانعتاق من عنق الزجاجة... على الجميع أن يتحمل مسؤولياته كاملة وخصوصا الإعلام المحلي والوطني وأساسا المكتب المسير للفريق الذي أصبح مطالبا بأن يخرج كل أسلحته التسييرية العقلانية والنظيفة والمتآزرة والإشراكية لأن فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم هو«ماركة مسجلة» لكل المسفيويين وليس «سلعة سوقية» يتحكم فيها زيد أو عمر....